حين قرر مصطفى سلمى ولد سيدي مولود خوض معركة تقرير المصير لوحده لم يكن غبيا، وهو العارف بخبايا الأمور في" أمن الدولة" المزعومة على أراضي تندوف بالجزائر. المسؤول الأمني على أمن اللصوص المتواطئين مع النظام الجزائري القمعي، غامر بكل ما يملك وبأعز ما يملك، أبناؤه وزوجته و أمه القابعين على أرض أعداء وحدتنا الترابية رغما عن أنفهم، أصبح لا يملك حتى حقه في الحياة ، حيث زج به مساء الثلاثاء 22 شتنبر 2010 في غياهب السجون التي قضى بها جنودنا البواسل ،سنوات عجاف تحت القهر والسياط، باعتبارهم أسرى حرب همجية يقودها من الطرف الآخر ظلاميون برعونة و استخفاف بأرواح أبرياء ذهبوا ضحية فكر عدمي. وريث خط الشهيد ولد سيدي مولود،ان كتبت له الحياة مرة أخرى، فسيكون من دعاة البريسترويكا بتند وف، باعتبار ماقام به يشبه إعلان غوربا تشوف ، الذي حول الحزب الشيوعي السوفياتي من الدكتاتورية إلى الديمقراطية، و خرج بالنظام الشيوعي من عهد الرأي الواحد إلى نظام التعددية ذي الآراء المختلفة والمتنوعة. المناضل الكبير ولد سيدي مولود، سيلقن عبر معركة تقرير المصير هذه للشعب الجزائري وما تبقى من المحتجزين من القبائل الصحراوية في تندوف المعنى الحقيقي لمفهوم تقرير المصير، بحيث لن يصبح شيئا آخر على المستوى الفردي سوى التعبير بكل حرية عن رأي كل فرد من أفراد المخيمات المحتجزين بتندوف ، بمعنى أن استفتاء تقرير المصير الصحراوي الذي يطالب به الأعداء لا يمكن الا باحترام الحريات العامة بدء من تندوف. أما التلاعب بهذا المفهوم في المحافل الدولية من قبل الدبلوماسية العسكرية الجزائرية ومعها ربيبتها في الجبهة الانفصالية، لن يكون سوى ممر اللف والدوران في العدم ، لأن الحرية الفردية هي كل شيء بالنسبة للإنسان أينما كان. و سواء تم التضامن مع وريث خط الشهيد بامتياز من قبل المنظمات الحقوقية الدولية أم لا ، فان معركته ستجعل من تقرير المصير مفهوما جذريا حقيقيا، بحيث لا يمكن الحديث عن الوعي الزائف ولا الوهم ولا الخيانة، مادام المناضل تربى في أحضان الأنظمة الاشتراكية على رأسها النظام الكوبي، وترعرع في أحضان حركة بداياتها كانت ماركسية لينينية، استطاعت أن تخلق وهم الجمهورية الصحراوية بالإنحناء أمام صنيعتها في الجزائر. ان المطلوب اليوم هو انتفاضة مغربية تتجه نحو حدود المخيمات للتعبير عن الظلم الجزائري لأبناء القبائل الصحراوية حين سرقتهم و هم أطفال من أرض وطنهم الأم المغرب، واحتجزتهم بغير مبرر.