أشادت السفارة الألمانية بالرباط بالدور الذي لعبه المغرب في حماية اليهود، بمناسبة الذكرى ال 75 لتحرير معسكر الإعتقال الألماني أوشفيتز. وقالت السفارة الألمانية في بيان لها إن "ذكرى 27 يناير لا يخص ألمانيا لوحدها، بل المغرب أيضا، إذ أن المغرب ينظر إلى إرثه اليهودي بافختار. كما يشكل اليهود جزءا مهما من المجتمع المغربي." "الإلتزام بهذا الموقف دافع عنه الملك الراحل محمد الخامس،" يضيف البيان قائلا، "إذ دافع عن اليهود المغاربة، خلال فترة فرنسا الفيشية، إذ رفض تطبيق قوانين معادية لليهود، ورفض أيضا ترحيلهم القسري." وأشار البيان إلى أن الموقف المغربي يجب استحضاره في ذكرى الهولوكوست، إذ يعتبر الملك الراحل محمد الخامس نموذجا للأصوات التي واجهت معادات السامية في العالم. وأضاف البيان أن المغرب يعتز بالرافد اليهودي في الثقافة المغربية، "إذ تجلى ذلك مجددا في افتتاح صاحب الجلالة الملك محمد السادس لبيت الذاكرة في مدينة الصويرة، والذي ساهمت ألممانيا في ترميمه." ونقل البيان عن السفير الألماني بالمغرب غوتس سميث بريم إنه "من دواعي الفرح والسرور أن أكون الدبلوماسي الوحيد الذي حضي بشرف المشاركة في افتتاح بيت الذاكرة." وبرز الدور الذي لعبه ملوك المغرب في حماية الطوائف اليهودية إبان الإستعمار الفرنسي، حين رفض جلالة المغفور له محمد الخامس تطبيق قوانين فيشي وتسليم اليهود المغاربة للنظام النازي خلال الحرب العالمية الثانية. وحافظ جلالة المغفور له الحسن الثاني على هذا الالتزام وعززه بفضل قيادة جريئة على الساحة الدولية من أجل تعزيز السلام والحوار بين الأديان ولعب دورا حاسما في عملية السلام بالشرق الأوسط. وفي عهد جلالة الملك محمد السادس، تم الاعتراف في ديباجة دستور سنة 2011 ب الرافد العبري كجزء من مكونات الهوية الوطنية ووفر الدستور إطارا قانونيا للتمتع الكامل بالحريات الدينية، وهو أمر فريد وغير مسبوق بالعالم العربي. ولليهود في المغرب محاكمهم الخاصة وقانونهم الخاص للأحوال الأسرية ومدارسهم. وتعتبر المحكمة العبرية تابعة للمحكمة الابتدائية بمدينة الدارالبيضاء كبرى مدن المملكة، وتبت في قضايا اليهود المغاربة. بل يتوفر اليهود المغاربة أيضا على متحف خاص للتراث اليهودي تدعمه الدولة. ويتعلق الأمر بالمتحف اليهودي الوحيد في العالم العربي والإسلامي، والذي تم إنشاؤه سنة 1997 بمدينة الدارالبيضاء. وفي العام 2010 أطلق جلالة الملك محمد السادس برنامجا لترميم مئات المعابد والمقابر ومواقع التراث اليهودي كما أعاد الأسماء الأصلية لبعض الأحياء اليهودية والتي تغيرت خلال العصر الاستعماري وبعده. ويبلغ عدد المزارات اليهودية في المغرب نحو 300 مزار، عدد كبير منها أضرحة لشخصيات دينية يهودية، مثل رافائيل النقاوة في سلا وأولاد بنزميرو السبعة في آسفي، فيما أزيد من 100 مزار عبارة عن ظواهر طبيعية، كشجرة الزيتون في فاس، أو بحيرات أو حجارة كبيرة أو كهوف. كما تتميز بعض المزارات اليهودية بالمغرب باستقطاب اليهود والمسلمين على السواء. وبعد عقد من العمل الدؤوب، باتت هذه المواقع اليوم بمثابة أرشيف في الهواء الطلق ونافذة على الثقافة والحضارة المغربية من خلال مكونها العبري. وفي خطوة تؤكد مُضي المملكة المغربية في تكريس مبدأ المواطنة كمحدد رئيسي لجميع رعاياه بغض النظر عن دياناتهم أو أصولهم العرقية، أمر جلالة الملك محمد السادس شهر أبريل الماضي بتنظيم انتخابات تمثيلية ليهود المملكة لم تجر منذ ما يزيد عن نصف قرن. وتأتي هذه المكتسبات الجديدة كنتاج لتصورجلالة الملك محمد السادس الذي طالب في السنة الماضية بالتسريع في إنجاز ذلك سعيا منه لإعادة تنظيم لجان الجماعات اليهودية المغربية وفق ما نصت عليه مقتضيات ظهير ملكي مؤرخ في 7 ماي 1945.