أطلقت جمعية "أفريكاينا" ، أمس الاثنين بدكار، المرحلة الأولى لبرنامجها الفني المتنقل ضمن محطات فنية مغربية، لتكون بذلك العاصمة السنغالية أول محطة لها بالأرض الإفريقية. وقد أعدت جمعية "أفريكاينا"، التي اكتسبت تجربة من خلال تنظيمها في ماي 2018 أسبوعا بعنوان " الأسبوع 5/2 " بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لتأسيسها ، برنامجا فنيا يتضمن عدة لقاءات يشارك فيها نخبة من المهنيين وفاعلين ثقافيين مغاربة إلى جانب نظرائهم من البلد المضيف. وتروم هذه المبادرة عقد لقاءات مهنية وعروض فنية، كما تعد نافذة منفتحة على الثقافات والتراث الأصيل والمعاصر للمغرب والبلد المضيف. وبحسب بلاغ للمنظمين، فإن جمعية "أفريكاينا" ، وفي أول تجربة لها خارج المغرب، قد اختارات مدينة دكار لتحتضن ما بين 21 و27 أكتوبر الجاري مجموعة من اللقاءات والمواعيد بغية تكثيف جسور تبادل الثقافات الحضرية والمعاصرة ، مبرزا أن الهدف من هذا المبادرة هو تحقيق تبادل التجارب بين الفنانين. بالنسبة لغيثة الخالدي، مؤسسة جمعية "أفريكاينا"، فإن اختيار السنغال هو" استمرار منطقي لتبادل الخبرات القائم بين البلدين". وأبرزت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن تبادل التجارب مع هذا البلد قد انطلق منذ سنوات في إطار شبكة فنية وثقافية تضم كل من المغرب والسنغال وموريتانيا ومالي، مشيرة إلى أن هذه الشبكة الوظيفية "تتيح لشباب الثقافات الحضرية البقاء على تواصل مستمر في ما بينهم ، وخلق مشاريع مشتركة للفنانين كل سنة، وتقديم أعمالهم". وأضافت أن العديد من الفنانين السنغاليين تمكنوا في إطار هذه الشراكة، من القدوم إلى المغرب ، كما تم تلقي العديد من المشاريع لفنانين من المغرب منذ إحداث جمعية "أفريكاينا" . وتابعت " اليوم، يبدو أنه من الضروري القدوم من أجل تبادل الخبرات بشكل مباشر مع حاملي المشاريع والفنانين والمجتمع المدني السنغالي ، وذلك حتى يتقاسموا معنا تجربتنا ومعرفتنا ، كل ذلك في إطار تبادل التجارب"، لأننا ، تضيف غيثة الخالدي، "قادرون على تقديم أشياء للدينامية السنغالية ، ولكن يمكننا أن نستفيد الشيء الكثير من الحياة الثقافية والفنية لهذا البلد الشقيق". وتسعى هذه التظاهرة الفنية ، التي تلقى دعما وإشادة من طرف "دار الثقافات الحضرية بدكار" كأول مركز ينشط في مهن الثقافات الحضرية ويحتضن تقريبا جميع الأنشطة المبرمجة ، إلى أن يكون في قلب الحركة الحضرية في دكار . وأوضح المصدر ذاته، أن عقد هذه اللقاءات والبرمجة يتم بشراكة مع جمعية "أفريكولتوربان" التي تسهر على تنظيم مهرجانات وحفلات موسيقية ومعارض ، والتي تعد مرجعا حقيقيا في مجال موسيقى "الهيب هوب" والثقافات الحضرية. وبالنسبة للمغرب، وفضلا عن فريق جمعية "أفريكاينا" التي ستعرض كل إمكانياتها في مختلف برامج هذه التظاهرة، يضم الوفد المغربي في محطة دكار ، فنانين من مختلف المشارب وهيئات ثقافية رئيسية في المشهد البيضاوي والمغربي . كما يشارك في هذه التظاهرة ، جمعية " أو. أ. سي- البولفار" التي تعمل من أجل تطوير وتنمية الموسيقى المعاصرة والثقافة الحضرية بالمغرب، والتي تنظم ، بالخصوص، مهرجان البولفار منذ 20 سنة ، وأيضا المهرجان الرئيسيي لفنون الشارع "صباغا باغا " بالدارالبيضاء، و"جدار- نجوم الشارع". وإذا كانت الغاية من هذه المحطة الفنية بدكار هي التلاقي بين مختلف الفنانين والمؤسسات الثقافية، وتبادل الخبرات بينهم وخلق علاقات فنية دائمة ، فإن هذه المحطة تهدف قبل كل شيء، إلى إبراز وتبادل التجربة المغربية مع الفنانين الشباب وفاعلين ثقافيين بدكار من خلال ورشات وندوات ولقاءات وتبادل التجارب. وتم دراسة انتقاء برنامج هذه المحطة الفنية بشكل مشتركة مع الشركاء المحليين، وإعطاء أولوية للحاجيات والاهتمامات التي عبرت عنها الهيئات والفنانين المحليين بدكار. وسيكون المشاركون ، طيلة أسبوع، على موعد مع كل من مدير مهرجان البولفار بالدار البيضاء هشام باحو الذي سيعرض تجربته كمدير فني حول الغرافيك والهوية البصرية للأحداث الفنية، وصلاح ملولي ، المدير الفني لمهرجاني "صباغا باغا " بالدارالبيضاء، و"جدار- نجوم الشارع" بالرباط. كما ستقوم رجاء صديقي ، مصورة فيديو ومخرجة أفلام وثائقية مغربية ، بتأطير ورشة حول تصوير الفيديو المطبق على الخشبة والمشاريع الموسيقية ، فيما سيؤطر شادي إلياس بوعسرية ، متخصص في التصوير الفوتوغرافي للعروض، ورشة حول التصوير الفوتوغرافي على الخشبة والعرض الحي ، فيما سيشرف آدم بالعروشية ، فنان مغربي ومؤلف عدة جداريات ، على تأطير ورشة حول تقنيات الزخرفة ، أما رضا بودينا ، المعروف فنيا باسم (إر دي سي) فسيؤطر ورشة حول فنون الشارع. وستكون الثقافات الموسيقية المغربية بكل تنوعاتها حاضرة أيضا من خلال ندوة يؤطرها الفنان المهدي ناسولي الذي سيحيي رفقة فرقته حفلا موسيقيا مجانيا يوم 25 أكتوبر الجاري بالمركز الثقافي دوتا سيك بدكار. ومنذ نشأتها عام 2013، تسعى جمعية "أفريكاينا" إلى تعزيز التنوع وتبادل الخبرات والحوار جنوب - جنوب وفق منظور ثقافي من أجل تشجيع الإبداع والعصرنة في الميادين الفنية . كما تعمل الجمعية على تطوير والدفع بالأنشطة الثقافية ، وإبراز أهمية الفنون في مسلسل التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية بالقارة