بالتزامن مع الجولة الدبلوماسية التي قام بها وزير الخارجية ناصر بوريطة إلى عدد من دول أمريكا اللاتينية، قام وفد من المنتخبين الشرعيين بالأقاليم الجنوبة بجولة إلى عدد من الدول الأوروبية التي تعتمد جبهة البوليساريو عليها من أجل لعب ورقة الثروات الطبيعية. البداية كانت من النرويج، حيث تباحث وفد من منتخبي الأقاليم الجنوبية المغربية، يومي الثلاثاء والأربعاء 11 و12 يونيو بأوسلو، مع مسؤولين في وزارة الشؤون الخارجية والبرلمان النرويجي حول آخر تطورات قضية الصحراء المغربية. Embassy of the Kingdom of Morocco in Norway and Iceland وقدم الوفد المغربي، خلال هذه المباحثات التي جرت بحضور سفيرة المغرب بالنرويج، لمياء الراضي، مخطط الحكم الذاتي المقترح من المملكة من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي لهذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مسلطا الضوء كذلك على الجوانب المختلفة من التنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية. واعتبر رئيس المجلس الجهوي للداخلة وادي الذهب، الخطاط ينجا، في تصريحات للصحافة عقب هذه المباحثات، أن هذه الأخيرة كانت "مثمرة وإيجابية"، مسجلا أنها "مكنت المسؤولين النرويجيين، الذين استمعوا لنا باهتمام كبير، من اكتشاف بعض الحقائق والحصول على فكرة واضحة حول هذا الملف". Embassy of the Kingdom of Morocco in Norway and Iceland وقال ينجا، الذي ترأس هذا الوفد، "لقد قمنا بتقديم معلومات جد دقيقة وعرضنا مختلف جوانب التنمية في أقاليمنا الجنوبية"، مضيفا " أننا قمنا كذلك بعرض المبادرة المغربية من أجل البحث عن حل مستدام ومنطقي ومتوافق بشأنه بين مختلف الأطراف، وهو مخطط الحكم الذاتي، الذي يعتبر حلا إيجابيا''. وأبرز أنه تم كذلك التبادل حول سبل تطوير العلاقات الثنائية والدور الذي يضطلع به المغرب في المنطقة المغاربية في مجالي الأمن والاستقرار، من خلال المسار التنموي الشامل الذي تم إطلاقه تحت قيادةجلالة الملك محمد السادس. وضم الوفد المغربي، علاوة على ينجا والخريف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والحدود والدفاع الوطني بمجلس المستشارين، محمد الرزمة، والنائبة الثانية للمجلس الجهوي لجهة العيون الساقية-الحمراء، فاطمة سيدا، وعضو المجلس الإقليمي لطرفاية، مرابيح رابو شايبطة. وتتباحث الوفد مع نائب رئيس اللجنة الدائمة للشؤون الخارجية والدفاع بالبرلمان النرويجي، مايكل تيتشنر، والنائبة النرويجية وعضوة هذه اللجنة، أنغريد شو، ونائب المدير العام لقطاع الشؤون الجهوية بوزارة الخارجية النرويجية، فيبيورن ديسفيك. وفي يوم الجمعة الماضي 14 يونيو الجاري، توجه أعضاء الوفد إلى دوبلن حيث التقوا مع رئيس مجلس النواب الإيرلندي ، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية المشتركة في البرلمان الإيرلندي ، والكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتجارة ، وعدد من النواب وأعضاء مجلس الشيوخ ، و كذا مع مسؤولي المنظمة غير الحكومية “فرونت لاين ديفندرز” ، وفق ما أفادت سفارة المغرب في دبلن في بيان اليوم الجمعة. وتميزت هذه المحادثات ، التي جرت بحضور السفير المغربي في دبلن ، لحسن المهراوي “بتبادلات جد واعدة أبرز خلالها أعضاء الوفد وجاهة خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب لتسوية النزاع الاقليمي حول الصحراء المغربية “. وجدد أعضاء الوفد المغربي التأكيد على أن اقتراح المغرب يشكل “الحل السياسي الواقعي والقابل للتحقيق والذي يندرج تماما في الإطار الذي حددته الأممالمتحدة” ، مذكرين بأن قرار مجلس الأمن 2440 يدعو جميع الأطراف إلى التقدم نحو “حل سياسي واقعي وعملي ودائم وقائم على حل وسط”. وشدد أعضاء الوفد المغربي على أن مفهوم تمثيلية ساكنة الصحراء “قد تم إظهاره بشكل واضح وملموس” ، على اعتبار أن الممثلين الشرعيين الحقيقيين للصحراويين هم أولئك المنتخبون ديمقراطيا خلال الانتخابات التي أجريت في المغرب في عامي 2015 و 2016 ، والتي وصفت بأنها “حرة ونزيهة” من قبل الأممالمتحدة والملاحظين الدوليين. وتوقف أعضاء الوفد عند وضع السكان المحتجزين في مخيمات تندوف و “المحرومين من أي حق أساسي” ، معربين عن أمل جميع الصحراويون في رؤية “إخوانهم وأخواتهم في مخيمات تندوف يلتحقون بالاقاليم الجنوبية بالمغرب، من أجل التمتع بالازدهار الاقتصادي والاستقرار والأمن والحرية”. من جانبهم ، أبدى المسؤولون الإيرلنديون “اهتماما كبيرا” بالتوضيحات التي قدمها الوفد المغربي ، معربين عن التزامهم بدعم العملية التي يقودها الأمين العام للأمم المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية. وشددوا أيضا على أن هذه الزيارة لمنتخبي الاقاليم الجنوبية “ستساهم بالتأكيد في تعزيز الشراكات بين المغرب وايرلندا على جميع المستويات”.