اختتمت سلسلة المباحثات الدبلوماسية التي يقودها الخطاط ينجا، رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، رفقة عدد من المنتخبين الممثلين لجهتي العيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب ضمن الزيارة التي دامت ثلاثة أيام في إيرلندا. والتقى أعضاء الوفد المغربي، الذي يضم كلا من أحمد لخريف، عضو مجلس المستشارين، النعم ميارة، مستشار الغرفة الثانية والأمين العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، إلى جانب فاطمة سيدا، نائبة رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء ، ومرابيح رابو شايبطة، رئيس مركز الصحراء للدراسات والأبحاث في التنمية وحقوق الإنسان، برئيس مجلس النواب الإيرلندي، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية المشتركة في البرلمان الإيرلندي، والكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتجارة، وعدد من النواب وأعضاء مجلس الشيوخ، وكذا مسؤولي المنظمة غير الحكومية "فرونت لاين ديفندرز". المحادثات التي جرت بحضور لحسن المهراوي، سفير المملكة المغربية في دبلن، تميزت بتبادلات جد واعدة أبرز خلالها أعضاء الوفد المغربي وجاهة مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب، سنة 2007، لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء" كما شكلت المحادثات محطة فاصلة في القطع مع ادعاءات جبهة البوليساريو، المتمثلة في "التمثيلية الشرعية للصحراويين"، ومهدت للعب أدوار دبلوماسية هامة يقودها منتخبون ديمقراطيون ينحدرون من الأقاليم المتنازع عليها. وأشار أعضاء الوفد المغربي، بمختلف مشاربهم السياسية وتلاوينهم الحزبية، إلى التطور التنموي الذي تشهده الأقاليم الجنوبية باعتباره أهم مؤشر على الإرادة السياسية التي تبديها الرباط في التسريع بإيجاد حل نهائي لهذه القضية ودحر الشلل الحاصل في تقدم بناء الاتحاد المغاربي. من جانبهم، أبدى المسؤولون الإيرلنديون اهتماما كبيرا بالتوضيحات التي قدمها الوفد المغربي، معربين عن التزامهم بدعم العملية التي يقودها الأمين العام للأمم المتحدة بشأن قضية الصحراء، ومشيرين إلى أن هذه الزيارة لمنتخبي الأقاليم الجنوبية ستساهم بالتأكيد في تعزيز الشراكات بين المغرب وإيرلندا على جميع المستويات. وفي هذا الصدد أكد الخطاط ينجا أن "الزيارة تدخل في إطار سلسلة مباحثات دبلوماسية مع عدد من المسؤولين الإيرلنديين، تروم التعريف بمقترح المملكة المغربية المتمثل في الحكم الذاتي كحل جاد وواقعي لنزاع الصحراء الذي عمر أزيد من أربعة عقود". وأضاف رئيس الوفد المغربي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "منتخبي الأقاليم الجنوبية مثلوا المغرب أفضل تمثيل، ونجحوا في إبراز خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب سنة 2007"، مشيرا الى أن نظراءهم الإيرلنديين "تفاعلوا مع المقترح بشكل جاد، وعبروا عن التزامهم التام بدعم جهود الأممالمتحدة في إيجاد حل لقضية الصحراء المغربية". واسترسل المسؤول الأول عن مجلس جهة الداخلة وادي الذهب بالقول: "الوفد المغربي أوضح للمسؤولين الإيرلنديين شمولية المقترح المغربي، خاصة شقه السياسي، الذي يشكل حلا واقعيا وقابلا للتحقيق، وأنه يندرج تماما في الإطار الذي حددته الأممالمتحدة، كما جاء في قرار مجلس الأمن 2440، الذي يدعو جميع الأطراف إلى التقدم نحو حل سياسي واقعي وعملي ودائم وقائم على حل وسط".