وهو يمنح كأس إفريقيا لعميد المنتخب جنوب الإفريقي، لم يكن الزعيم الراحل، مانديلا، يعلن فقط عن جنوب إفريقيا كفائزة بأول لقب قاري لها بل كان يؤكد مرة أخرى على انتهاء عهد التمييز العنصري بجنوب إفريقيا. الصورة أعلاه تختزل العديد من المبادئ والقيم التي كان يتصارع لأجلها مانديلا لسنوات طويلة والتي وجدت في رياضة كرة القدم وبالخصوص في كأس أمم إفريقيا فرصة ذهبية لتجسيدها ولإظهار تشرب جنوب إفريقيا بها. لقد ظلت جنوب إفريقيا لسنوات طويلة محرومة من المشاركة في كأس أمم إفريقيا بسبب التمييز العنصري الذي كانت تعاني منه البلاد حيث كانت تمنع مزاولة البيض والسود لنفس الرياضة، وهو ما كان سببا أيضا في إقصائها من أول نسخة لكأس إفريقيا سنة 1957 التي احتضنتها السودان، إذ كان من المبرمج أن تشارك منتخبات مصر، السودان، إثيوبيا وجنوب إفريقيا فيها، إلا أن الأخيرة وبسبب القوانين التي كانت تسمح للاعبي المنتخبات المشاركة السود والبيض باللعب دون تمييز قررت الانسحاب، لتعاقبها الكونفدرالية الإفريقية والاتحاد الدولي لكرة القدم بالتوقيف بسبب ذلك. وظل منتخب جنوب إفريقيا نتيجة ذلك غائبا عن الساحة الإفريقية لأزيد من 30 سنة، قبل أن يعود تدريجيا في بداية تسعينيات القرن الماضي دون أن ينجح في المشاركة في إحدى المسابقات القارية، لتأتي سنة 1996 وتمنح له الفرصة الذهبية بعد انسحاب كينيا من تنظيم كأس أمم إفريقيا، حيث اصطادت جنوب إفريقيا الفرصة وأعلنت عن استعدادها لتنظيم المونديال القاري، الأمر الذي وافقت عليه الكونفدرالية الإفريقية. لقد كان منتخب جنوب إفريقيا في هذه الفترة نكرة داخل القارة السمراء، لكنه فاجأ الكل في أول مشاركة له في كأس أمم إفريقيا ليتجاوز بداية مجموعته التي ضمت كلا من مصر، الكاميرون وأنغولا، قبل أن يتغلب تواليا في الأدوار النهائية على منتخبات الجزائر، غانا وتونس (النهائي) معلنا عن نفسه بطلا لإفريقيا في أول مشاركة له وضاربا عدة عصافير بحجر واحد، حيث نصب نفسه على رأس الهرم الإفريقي الكروي وسوق في نفس الوقت لبلاد استطاعت أن تترك التمييز العنصري خلفها بفضل رياضة كرة القدم وبفضل الكان.
ذاكرة الكان: فقرة جديدة يخصصها موقع القناة الثانية طيلة شهر رمضان للصور الأكثر تعبيرا عن الأحداث التي ميزت كؤوس إفريقيا الماضية.