كشف تصنيف حديث للمنتدى الاقتصادي العالمي و مجلس التنمية الاقتصادية بدولة البحرين أن المغرب ما زالت أمامه أشواط كبيرة في رحلة تطوير منظومة لتشجيع الابتكار وريادة الأعمال حيث تلعب الشركات الناشئة دورا مؤثرا في دعم التنويع الاقتصادي. وأظهر هذا التصنيف الذي يرصد أفضل قصص النجاح في قطاع ريادة الأعمال بالمنطقة العربية حضور شركة ناشئة مغربية وحيدة ضمن أفضل 100 شركة ناشئة عربيا في مقابل تفوق دول مثل الأردن والإمارات ومصر والسعودية التي تزدهر فيها أماكن الابتكار وحاضنات الأعمال ما جعلها من الوجهات المفضلة لدى رواد الأعمال الشباب. وكان الحضور المغربي في التصنيف من نصيب شركة "كلين سيتي"، التي تساعد سكان المدن على إرسال شكايات بخصوص المناطق التي تعاني من التلوث وإبلاغ البلديات والشركات المفوض لها تدبير قطاع النظافة من أجل التدخل لتنظيفها.
وأكد محسن بورقية، الشريك المؤسس لشركة "كلين سيتي"، أن الحضور في هذا التصنيف المرموق ينضاف لسلسلة الإنجازات التي استطاعت الشركة تحقيقها في ظرف سنتين فقط من انطلاقها، مشيرا أن التواجد ضمن أفضل 100 شركة ناشئة في الوطن العربي سيساهم في تعزيز جاذبية الشركة وفرص نموها لدى المستخدمين و الشركاء على حد سواء، مضيفا في تصريح لموقع القناة الثانية، أن رواد الأعمال بالمغرب يتوفرون على إمكانيات كبيرة وأفكار مبتكرة تحتاج للرعاية وتليين سبل الولوج للتمويل من أجل الانطلاق نحو العالمية على غرار تجارب مماثلة انطلقت من دول عربية و حققت نجاحات باهرة. وأوضح بورقية الذي تلقى تكوينا في مجال الهندسة أن الشركة انطلقت في أواخر عام 2016 وهي تدير تطبيقا للهواتف المحمولة وشبكة اجتماعية تضم الأشخاص الذي يرغبون في تحسين مستوى النظافة في مدنهم، حيث تتمحور طريقة اشتغالها على مبدأ التلعيب Gamification أو نقل تجربة اللعب على الواقع لمشاركة المستخدمين في حل المشاكل وزيادة تفاعل ومساهمة الأفراد من خلال آليات أكثر تحفيزا كمكافأة المستخدين الأكثر تفاعلا ببعض الجوائز التي قد تكون عبارة عن أمور رمزية كتذاكر مشاهدة أفلام في قاعات السينما أو الاستفادة من كروت شحن للهاتف الجوال. وأضاف أن الشركة قامت أيضا بتطوير تطبيقات أخرى للبلديات ولشركات إعادة التدوير وإدارة النفايات، وهي تتكون حاليا من 5 أشخاص لكنها تطمح لزيادة كادرها البشري عبر التعاقد مع عناصر جديدة خاصة في مجال التسويق التجاري من أجل مواكبة خطط توسعها حيث باتت تتعامل مع مستخدمين من دول كثيرة خارج المغرب كفرنسا ومصر والهند وتونس والنمسا، مضيفا أن الشركة قررت الاستقرار بفرنسا من أجل الانفتاح أكثر على السوق الأوروبي والدولي. وعن واقع الشركات الناشئة بالمغرب، قال بورقية إن منظومة الشركات الناشئة بالمغرب تتطور رويدا رويدا ولكنها تبقى متأخرة مقارنة بنطيراتها في الدول المجاورة كتونس ودول الخليج، مؤكدا أن تجاوز هذا الأمر يتطلب يجب أن يكون هناك تشجيع حكومي لدعم الابتكار وزيادة سرعة نمو الشركات الناشئة، بالإضافة إلى اهتمام أصحاب رؤوس الأموال والشركات الكبيرة بالاستثمار في الشركات الناشئة وتمويل أفكار الشباب.