أكد وزير الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة أن إيران لم تنف علاقتها بجبهة البوليساريو إلى حدود الساعة، مشددا في نفس الوقت على أن قرار الرباط قطع علاقاته مع طهران تم بشكل مستقل، نافيا وجود أي تدخل سعودي في القرار. وقال بوريطة خلال استضافته ببرنامج "بلا حدود" على قناة الجزيرة، أن "علاقات المغرب الخارجية دائما مبنية على الاحترام، لكن االعلاقة مع إيران كانت متذبذبة وعرفت أزمات متعددة، إذ ظهرت مرارا أمور تهدد مصالح المغرب، ونم الخروج من هذه الأزمات بتوافقات." وأوضح بوريطة أنه من بين الأزمات التي وقعت، كانت هناك أزمة 2009 التي اندلعت بسبب تهديدات لمملكة البحرين اعتبرها المغرب خطا أحمر، ثم أزمة في 2014، ولاحظ المغرب بعد ذلك أمورا تمس بمصلحته وقضايا حساسة للشعب المغربي، تتعلق بالصحراء المغربية، في إشارة إلى الدعم الذي يوجهه حزب الله المدعوم من إيران إلى جبهة البوليساريو، والذي أسفر عن قطع العلاقات بين المغرب وإيران في ماي الماضي. وأوضح بوريطة أن دعم إيران لجبهة البوليساريو " بدأ إعلاميا، من خلال حزب الله، ومن خلال دعوة أفراد البوليساريو إلى اجتماعات ينظمها حزب الله بلبنان. بعد ذلك، تم القبض في المغرب على شخص مهم في تنظيم حزب الله، الذي تم تسليمه إلى الولاياتالمتحدة. وفي الأخير، تبثت لنا من خلال دلائل قاطعة أن حزب الله قدم دعما لوجيستيكيا لجبهة البوليساريو وقام بتدريب عناصر البوليساريو بتنسيق مع سفارة إيران بالجزائر." وعن زيارته إلى إيران قبيل إعلان قطع العلاقات بشكل رسمي مع طهران، قال رئيس الدبلوماسية المغربية إن "زيارتي إلى إيران كانت من منطلق الإحترام وثقة المغرب فيما لديه من معطيات، ورغبتنا من التوضيح لكي لا يساء فهم القرار،" في إشارة إلى أن قرار قطع العلاقات سببه الرئيسي دعم أعداء الوحدة الترابية للمغرب، وليس تلبية لرغبة السعودية. وأوضح بوريطة أنه قدم للمسؤولين الإيرانيين معطيات حول ما تم القيام به من دعم لجهبة البوليساريو لفترة طويلة، انطلاقات من نهاية 2017،" والإجابة كانت أن حزب الله لا علاقة له بإيران وأن الأفراد الذين يعملون في السفارة الإيرانية بالجزائر ليسوا ضمن البعثة الدبلوماسية الرمسية، ولكن وحتى الآن لم نتلق من إيران أي نفي لعلاقاتها مع البوليساريو." وحين تلقى بوريطة سؤالا من الصحافي إن كان القرار جاء بناء على رغبة سعودية، شدد بوريطة على أن المغرب اتخذ القرار بشكل مستقل، مضيفا أن "سياستنا قائمة غلى الإستقلالية. وهو شيء تأكد حتى في حياد المغرب من أزمة الخليج وعدم اصطفافه مع أي طرف." وأشار بوريطة إلى أن المغرب لديه شاكل ثنائية مع إيران، " ولست لها ارتباط مع أزمات إيران مع دول أخرى. نحن نتفهم مواقف الإمرارات والسعودية والبحرين. ونشاطرهم فيه في عدد كبير من الأمور، لكن قرار المغرب كان له منطلقات ثنائية،" يشدد نفس المتحدث. وعن موقف لبنان من موقف المغرب ضد حزب الله اللبنانيوإيران، قال بوريطة إنه التقيى وزير الخارجية اللبناني وعبر "عن دعم دولته لسيادة المغرب على صحرائه. وهذا هو الموقف الرسمي للبنان. ونحن نعتبره موقفا إيجابيا.''