عرض بعد زوال اليوم فيلم "طفح الكيل"، والذي يمثل المغرب في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش الدولي للفيلم، والذي ستختتم فعالياته يوم السبت المقبل. الفيلم الذي عرض في قاعة ممتلئة عن آخرها، أخرجه محسن البصري، وقام ببطولته كل من رشيد مصطفى وفاطمة الزهراء بناصر وسعيد باي ويوسف العلوي وغالية بن الزاوية. تدور معظم أحداث الفيلم داخل مستشفى عمومي، حيث انتقل الطفل أيوب رفقة عائلته لمعالجته من الم في الرأس، وداخل المستشفى سيلتقي بشخص حاول الانتحار، كما سينتقل إلى المستشفى عم الطفل رفقة صديقته الحامل، حيث عقدا صفقة مع زوجين لبيع المولود لهما. حاول المخرج أن ينقل لنا واقع المستشفيات في المغرب، حيث تنتشر الرشوة والرغبة في الربح، كما يعكس لنا الصراع بين طبيب مغربي عاد من كندا لخدمة بلده، قبل أن يصطدم بطبيب جراح همه إقناع المرضى بإجراء عمليات في مستشفاه الخاص مقابل مبالغ مالية ضخمة. نستشف من أحداث الشريط ان المخرج أراد أن يوصل لنا حالة من الياس والغضب تنتاب جزءا من المغاربة، تدفعهم لمحاولة الانتحار وبيع أبناءهم من أجل العيش الكريم، لكن المشاهد يصله هذا الاحساس مشوشا، حيث عليه الانتظار لسماع كلمات اغنية المشهد الأخير في الفيلم لتبيان هذه الفكرة بوضوح. مع "طفح الكيل" نطرح السؤال من جديد: لماذا تفشل الأفلام المغربية في عكس الاحداث التي عاشها المغاربة في العشر سنوات الأخيرة؟، لماذا لم يتمكن اي فيلم من عكس أسباب الأزمة التي يعيشها المجتمع المغربي والتي أفرزت العديد من الاحتجاجات؟ هل يكفي تقديم صورة سوداوية يعلم الكل تفاصيلها ليكون الفيلم ناجح سينمائيا؟ حاول المخرج محسن البصري الابتعاد عن الخطابات السياسية المباشرة، لكنه بالمقابل قدما شخوصا بدون عمق، لم تعطينا ذلك الاحساس العارم بأننا نشاهد فيلما يقدم مشاكلنا بأسلوب سينمائي متميز، لدرجة انك تعتقد انك تشاهد شريطا تلفزيا، بالرغم من الأداء الجميل لفاطمة الزهراء بناصر وغالية بن الزاوية، حيث كان حوارهما في الفيلم من اللحظات الجميلة النادرة في الشريط.