بعد أن دخل رفوف النسيان لسنوات طويلة، عاد الإعلام الإسباني للحديث عن مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا. حيث كشفت صحيفة " الكونفيدنسيال" أنه بعد مرور 37 عاما من الدراسات، خلص الخبراء الإسبان والمغاربة إلى أن الحل الأمثل لإعادة إحياء المشروع وتجاوز التعقيدات الطبيعية والتقنية التي تواجهه هو بناء نفق بحري للسكك الحديدية عوض الجسر المعلق. وأضافت الصحيفة أن الخبراء خلصوا إلى أن اعتماد نفق تحت الماء، شبيه بالنفق الذي يربط بين فرنسا وانجلترا عبر بحر المانش، هو أكثر الحلول واقعية، بالنظر للعوائق الجيولوجية بمعبر جبل طارق، والتي وقفت حاجزا أمام انطلاق إنجاز المشروع، الذي تم طرحه لأول مرة في ثمانينيات القرن الماضي بين البلدين لتجسيد رغبتهما في تعزيز التعاون المشترك بينهما. وفي تفاصيل المشروع، كشفت الصحيفة الإسبانية أنه سيكون عبارة عن نفقين تحت الماء على طول 28 كيلومتر، وبعمق 300 متر، على أن تستغرق الرحلة بين الجانبين حوالي 30 دقيقة. وأضافت الصحيفة أن بناء هذا النفق ينطوي على تعقيدات كبيرة ولكن التقنيات التكنولوجية الحديثة في مجال بناء الأنفاق تحت الماء يمكن أن تقدم حلولا ناجعة لتلك التحديات. ولا يعرف أحد بالضبط تكلفة هذا النفق أو الجهة التي ستقوم بتمويله، وهل يتعلق الأمر بالحكومة أو بالخواص، خاصة وأن المعطيات المتوفرة لدى الجانب الإسباني تشير إلى أن المشروع لن يحقق أرباحا، على الأقل على المدى القريب والمتوسط. وفي هذا السياق نقلت الكونفيدنسيال عن مسؤولين بالشركة الإسبانية لدراسات الاتصال الثابت عبر مضيق جبل طارق قولهم إن مستوى الدراسات المنجزة لحدود الآن لا يسمح بوضع ميزانية لأن هناك دائما بدائل مفتوحة. وعن مدى جدية كلا الطرفين في المضي قدما في إنجاز المشروع الذي يعول عليه البلدين من أجل تحقيق تنمية اقتصادية وتجاوز المشاكل التي يعرفها مضيق جبل طارق، خصوصا خلال عملية عبور مغاربة الخارج، أفادت الصحيفة الإسبانية أن ذلك يعتمد على الإرادة السياسية لكلا البلدين.