الكوليرا مرض بكتيري معد قصير الأمد، يسببه نوع من البكتيريا تسمى (فايبريو كوليرا)، يصيب الجهاز الهضمي وخاصة الأمعاء الدقيقة، حيث يتكاثر وسطها ويفرز سموما تؤثر على عملها فيجعلها تفرز السوائل والأملاح بكميات كبيرة جدا، بعد الإصابة بإسهال واستفراغ حادين ومتكررين، مما يؤدي إلى جفاف في الجسم. ولهذه البكتيريا فترة حضانة قصيرة تتراوح ما بين8 ساعات إلى 5 أيام، وإذا حصلت الإصابه ولم يتلق المصاب العلاج المناسب فهو عرضة للموت بعد مرور ساعات قليلة. أهم أعراض وعلامات الإصابة بالكوليرا يستمر ظهور الأعراض لمدة تتراوح بين ست ساعات وخمسة أيام من إصابة الفرد بالبكتيريا، وتختلف شدة هذه الأعراض من مصاب إلى آخر، ففي بعض الحالات تكون الأعراض بسيطة وفي البعض الآخر تكون شديدة وتهدد حياة الإنسان، وتؤدي إلى فقدان كبير لسوائل الجسم، وقد يتعرض المريض للجفاف، ثم الوفاة خلال ساعات إذا لم يعط العلاج الفعال فورا. وقد تظهر على مرضى الكوليرا الأعراض السريرية التالية: • الإصابة بالإسهال المائي الشديد؛ غير المصحوب بمغص أو آلام في البطن، وهذا الإسهال يكون مفاجئا وغزيرا ويشبه كثيرا ماء الأرز المطبوخ، وهذا بدوره يؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من سوائل الجسم في مدة قصيرة مقارنةً بالأمراض الأخرى التي تسبب الإسهال، ونتيجة لفقدان (10%) أو أكثر من سوائل الجسم يحصل الجفاف. تجدر الإشارة أنه ليست كل إصابة بالكوليرا تؤدي لحدوث إسهال شديد لدى كل فرد فمن بين المصابين هناك 75% منهم لا تظهر عليهم الأعراض، و20% يعانون من إسهال خفيف أو متوسط، وإن 5% فقط يعانون من عدوى سريرية شديدة (كوليرا سريرية). • تقيؤ شديد ومستمر بعد الإسهال ولا يكون القيء مصحوبا بالغثيان. • يشكو المريض من تقلصات وتشنجات مؤلمة في الأطراف (عضلات الأرجل) أو البطن أو الصدر مع مغص في البطن، وسبب هذه التشنجات والتقلصات يعود إلى فقدان الجسم لأملاح الصوديوم والكلورايد والبوتاسيوم نتيجة الإسهال. • الشعور بالعطش الشديد نتيجة الإسهال والقيء المستمرين. • فقدان الجسم لكميات كبيرة من الماء والأملاح،وهذا يؤدي إلى خلل في وظيفة الكلى والفشل الكلوي. • الإصابة بالجفاف الحاد وانخفاض في درجة الحرارة نتيجة للفقدان السريع لسوائل الجسم بعد الإسهال والقيء وهذا يؤدي إلى هبوط في الدورة الدموية. • انخفاض في ضغط الدم مع عدم انتظام دقات القلب (arrhythmia)، في بعض الحالات التي لم تعالج بسرعة، وقد تتطور الإصابة مؤدية إلى حدوث صدمة عصبية أو سكتة دماغية(shock) وذلك نتيجة لنقص حجم الدم، وانخفاض ضغط الدم ونقص كميات الأوكسجين الذي يصل إلى الأنسجة،وبما يؤدي إلى الموت. • قد يشكو بعض كبار السن من ضيق شديد في منطقة الصدر ويحدث ذلك نتيجة لزيادة لزوجة الدم، مما يؤدي إلى حدوث التصاق الصفائح الدموية ينتج عنه قصور في الدورة التاجية للقلب. • قد يحدث نقص في البول نتيجة الجفاف، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى توقف إدرار البول. • وقد يتعرض المصاب للصدمة وهذا يؤدي إلى الوفاة خلال24ساعة إذا لم يتلق العلاج المناسب.