وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس رسالة للمشاركين في أشغال القمة ال31 للاتحاد الإفريقي بالعاصمة الموريتانية نواكشوط مساء يومه الأحد، والتي تنظم تحت شعار مكافحة الفساد، نهج مستدام نحو تحول إفريقيا، حيث ألقاها وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة رئيس الوفد المغربي. في هذا الإطار أكد جلالته أن آفة الفساد تشكل "إحدى العقبات الرئيسية التي تنتصب في طريقنا" مشيرا إلى ان القمة قد أحسنت باختيارها لهذه المعضلة كموضوع رئيسي لأشغالها،إذ " أن مشكلة الفساد لا يمكن اختزالها فقط في بعدها المعنوي أو الأخلاقي، فالفساد ينطوي أيضا على عبء اقتصادي". وأوضح جلالته أن الفساد يساهم في "الانحراف بقواعد الممارسة الديمقراطية، وفي تقويض سيادة الحق والقانون، كما يؤدي إلى تردي جودة العيش وتفشي الجريمة المنظمة وانعدام الأمن والإرهاب"، مشيرا إلى أن المملكة المغربية أدركت بدورها "ما للفساد من آثار مدمرة، فآلت على نفسها ألا تذخر جهدا في سبيل القضاء عليه". وأضاف جلالته ان المملكة المغربية "اعتمدت منذ سنة 2015 إستراتيجية وطنية لمكافحة الفساد، واحدثت لجنة وطنية أسندت إليها مهمة السهر على تنزيل أهداف هذه الاستراتيجية" مشيرا إلى أن هذه الأخيرة تهدف إلى "تغيير الوضع بشكل ملموس ولا رجعة فيه في أفق 2025، وتعزيز ثقة المواطنين وتوطيد ثقافة النزاهة في عالم الأعمال"، إلى جانب ارتقاء الدستور بالهيئة الوطنية النزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها. وأكد جلالته على ان مكافحةالفساد تستدعي الاستفادة من جميع التجارب والخبرات، كما أنه قد "ولى الزمن الذي كانت فيه إفريقيا عبارة عن ثغور ومسميات تجارية لنهب خيراتها"، موضحا أن "الفساد ليس قدرا محتوما على إفريقيا"، غير ان محاربته تستدعي التزاما سياسيا صادقا و توحيدا في الجهود. وأشار صاحب الجلالة إلى أن " إنشاء منطقة التبادل الحر القارية سيوفر لنا إطارا متميزا لتنشيط المبادلات" مؤكدا على أن هذه المنطقة ستمهد السبيل "لإرساء تنميتنا الاقتصادية على أسس راسخة، ضمن فضاء مندمج، ويمكن من تعزيز القدرة التنافسية لإفريقيا، بفضل ما يزخر به هذا الفضاء من إمكانات واعدة تتمثل في أزيد من مليار مستهلك".