تعيش الجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم على إيقاع الخلافات التي طفت إلى السطح تزامنا مع المعركة التي يخوضها مهنيو قطاع المقاهي والمطاعم من أجل إقناع السلطات الجماعية بالعديد من المدن بتخفيض الضرائب والرسوم. ولم تكد تمر سنة على تأسيس الجمعية التي حملت على عاتقها هم الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للمعنويين، حتى بدأت الانشقاقات في الظهور، وآخرها وضع محمد حومي، عضو المكتب الوطني للجمعية، لاستقالته على مكتب الرئيس، نور الدين الحراق. وجاء في بيان الاستقالة الذي حصل عليه موقع القناة الثانية تعداد الأسباب التي دفعت العضو محمد حومي، رئيس جمعية فضاء أرباب المقاهي للدارالبيضاء إلى رمي المنشفة، وفي مقدمتها الاعتراض على طريقة تدبير الاختلاف داخل الجمعية . وعلل حومي الأسباب التي دفعته للاستقالة قائلا إنها جاءت بسبب "إقصاء المخالفين وعدم الآخذ بعين الاعتبار الآراء المغايرة"، بالإضافة إلى "حرصنا الحثيث على عدم إضاعة الجهد في معارك شخصية جانبية فارغة في الوقت الذي ينتظر منا مهنيو القطاع الانكباب على حل مشاكله." وأرجع حومي، الذي يعد من الأعضاء المؤسسين للجمعية، أسباب استقالته كذلك إلى خلافه مع رئاسة الجمعية، زاعما أنها أصبحت تصنف الأعضاء بحسب ميولاتهم السياسية أو الحزبية، فضلا عن إقدام الرئاسة على إضافة مادة إلى القانون الأساسي للجمعية تضع عدم الانتماء للأجهزة المحلية أو الإقليمية أو الجهوية أو الوطنية لجمعية مهنية موازية أو معارضة لأهدف الجمعية، كشرط للانخراط في الجمعية. وأوضح حومي في خطاب استقالته أن المصادقة على مضمون المادة التاسعة خلال محطة المجلس الوطني للجمعية المنعقد بالقنيطرة هو "ما أكد لنا على سعي الرئيس للاستفراد بالقرار و آليات صياغته وإسكات كل صوت مخالف له." ويذكر أن أرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب دخلوا في مواجهة مفتوحة مع السلطات المنتخبة بالعديد من المدن المغربية على إثر قيام الأخيرة بإقرار زيادات جديدة في نسبة الضريبة على المشروبات واستغلال الملك العمومي. كما عبر المهنيون عن رفضهم لقرار المكتب المغربي لحقوق المؤلفين القاضي بإلزامهم دفع مستحقات الملكية الفكرية عن استغلالهم للمصنفات الأدبية والفنية، على أن يتم تحويل ملفات رافضي الإذعان لهذا القرار على القضاء. ويؤكد أرباب المقاهي أن هذه القرارات من شأنها أن تنعكس سلبا على مداخيلهم، خاصة في ظل ركود الحركة وانحسار الأرباح والمنافسة الشديدة ما دفع بالعديد من هذه المقاهي إلى إعلان إفلاسها وتسريح العمال.