قال لحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب إنه في إفريقيا اليوم أكثر من بلد يحقق معدلات نمو برقمين، وفي إفريقيا توجد أكثر نسب من النساء اللائي ينشئن مقاولات، وإفريقيا تتوفر على ثروات بشرية هائلة، وتملك الأراضي الصالحة للزراعة التي تسمح بقيام قطاع زراعي يضمن الأمن الغذائي لشعوب إفريقيا ولعدد من شعوب العالم ويحقق التراكم الضروري لتطوير قطاعات اقتصادية جديدة. وأضاف المالكي في كلمة ألقاها اليوم الخميس 24 ماي الجاري بمجلس النواب بمناسبة الاحتفال بيوم افريقيا العالمي إن القارة تتوفر على كل المؤهلات لتكون قوة اقتصادية ولتكون قارةَ المستقبل. ولعل ما يؤكد ذلك، كون قارَّتِنا اليوم في قلب تنافس دولي حاد. فجميع القوى الكبرى التقليدية، والقوى الصاعدة مَأْسَسَتْ، اليوم آليات حوار أو "تعاون" مع إفريقيا إما في صيغة لقاءات سنوية على مستوى القمة، أو في صيغة منتديات أو حوارات إلخ، إذ يبلغ عدد هذه القمم والمؤتمرات والحوارات إحدى عشر". واستطرد المالكي بقوله،"وإذا كانت إفريقيا في قلب، هكذا رهاناتٍ دولية كبرى، فإن رهانَ دولها، ينبغي أن يكون على كيفية تحويل مؤهلاتها وإمكانياتها إلى ثروات، وإلى أسلحة اقتصادية واستراتيجية من أجل مواجهة التحديات، وفي مقدمتها تحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة المنتجة للشغل الضامن لاستقرار السكان في بلدانهم وللكرامة، التنميةُ الضامنة للانسجام والتماسك الاجتماعيين، ومنها أيضا التصدي للتحديات الجديدة المتمثلة في الخطر الإرهابي والاختلالات المناخية وربح رهان التربية والتعليم والتكوين، واستيعاب الرأسمال البشري الإفريقي في الاقتصادات الوطنية ووقف نزيف هجرة الأدمغة الإفريقية" مشيرا إلى أن افريقيا تحتاج من أجل ذلك إلى تسريع خُطَطَ للتَّصنيع تحافظ على البيئة وعلى الاستثمار الأمثل لإمكانياتها الهائلة في مجال الفلاحة والصيد البحري، وتحتاج أيضا إلى تطوير الخدمات الاجتماعية من صحة وتعليم بما هو استثمارٌ في المستقبل، بقدر حاجتها إلى التجهيزات الأساسية الكبرى بما يُيَسِّر المواصلات بين بلدانها وفي داخل البلد الواحد. ولحص المالكي بعض التحديات المطروحة على إفريقيا في ولوج عهد التكنولوجيا وتخفيف الهوة الرقمية مع باقي القارات مع ما يفتحه ذلك أمام شبابها واقتصادها وخدماتها من آفاق واعدة ومع مايوفره من فرص شغل جديدة. وأضاف في كلمته:لقد حققت قارتنا إنجازاً عظيماً على طريق التنمية والازدهار والمبادلات بتوقيع أكثر من 40 بلداً، في مارس الماضي بكيغالي، على اتفاقية منطقة التجارة الحرة الافريقية التي تعتبر مكونا رئيسيا في الأجندة الافريقية 2063، مَامِنْ شأنه تَيْسِير تنقل البضائع والخدمات والاستثمارات بين البلدان الأطراف في الاتفاقية مع كل الثمار التي يمكن للاقتصادات القُطْرية أن تَجنيها من هذا التحرير الذي يتطلب قيامَ أقطاب اقتصادية جهوية وتعميق وتوسيع التعاون جنوب-جنوب من أجل تمكين قارتنا من الاستفادة من مزايا تحرير التجارة العالمية خاصة من خلال تطوير قطاعات تصديرية وقادرة على المنافسة الدولية".