بالنسبة لمنتجي محتويات الفيديو بالمغرب فإن يوتيوب لا يزال الطريق الملكي نحو تحقيق الشهرة، لكن الاغتناء من المنصة أصبح صعبا أكثر من أي وقت مضى. و يحدث أن يحصد فيديو مئات الالاف من المشاهدات، لكن سياسات يوتيوب الجديدة للإعلانات فرضت شروطا أكثر صرامة على ناشري مقاطع الفيديو الذين يريدون تحقيق ربح من خلال الموقع. ولم يكد يتأقلم مدونو الفيديو المغاربة مع "تواضع" مداخيلهم من خدمة أدسنس للإعلانات التي يوفرها جوجل وسعر العائد لكل ألف ظهور (CPM) الذي يمثل الأرباح المقدرة من مشاهدة المحتوى، حتى فاجئتهم الشركة بوضع شروط جديدة يجب على الناشرين الالتزام بها قبل أن يتمكنوا من تحقيق ربح من مقاطع الفيديو التي ينشرونها على الموقع. وتوجد شركة يوتيوب التابعة لشركة "ألفابت" تحت مراقبة شديدة منذ نشر مدون أمريكي لمشاهد تظهر جثة رجل منتحر في "غابة الانتحار" باليابان. واضطرت المنصة لتشديد شروط الولوج للإعلانات أمام الناشرين بعد تلويح معلنين بالمقاطعة وعدم رغبتهم في رؤية إعلاناتهم تظهر إلى جانب محتوى به خطاب كراهية أو محتوى متطرف. وحسب السياسة الجديدة، فإن يوتيوب لن تضع الإعلانات على مقاطع الفيديو إلا إذا استوفى الناشر شرطين، أولهما أن تكون القناة قد حصدت 4.000 ساعة مشاهدة في الأشهر ال12 الماضية وجذبت 1.000 مشترك. وتعهدت يوتيوب بتوظيف 10 آلاف عامل للقيام بمراجعة جميع مقاطع الفيديو يدويا قبل تصنيفها على أنها "صديقة للمعلنين". وشدد الموقع على أنه "يسعى إلى فرض متطلبات أكثر صرامة على ميزة تحقيق الربح لمنع أصحاب الأساليب غير المرغوب فيها ومنتحلي الهويات وغيرهم من الجهات المسيئة من إلحاق الضرر بمنظومتنا المتكاملة أو استغلال منشئي المحتوى"، مؤكدا أنه سيستمر في الوقت نفسه "بمكافأة منشئي المحتوى الذين يساهمون في الحفاظ على التجربة الرائعة التي تقدمها المنصة." وأعرب كثير من مدوني الفيديو عن استيائهم من السياسة الجديدة ليوتيوب مؤكدين تخوفهم من تصنيف محتوياتهم بشكل خاطئ على أنها غير مناسبة للإعلانات. وإلى جانب ذلك، تظهر الشروط التي وضعتها الشركة كعائق كبير أمام أصحاب القنوات الصغيرة. ودفعت الأرباح القليلة العديد من المدونين المغاربة إلى التفكير في مغادرة المنصة، بل منهم من غادرها فعلا. ويحاول البعض الآخر الصمود في ظل هذه المتغيرات والاستمرار بمساعدة الدعم المالي للمشاهدين عبر مواقع ك Patreon. ويراهن ناشرو مقاطع الفيديو المغاربة على مواهبهم التي يبرزونها على المنصة من أجل جذب انتباه مستشهرين ، خصوصا في القطاع الخاص، حيث تشكل هذه الإشهارات مصدر ربح مالي مهم أكبر من أرباح اليوتيوب، فيما تستفيد الشركات بدورها من شهرة هؤلاء المدونين الذين يتوفرون على قاعدة متابعين مهمة من أجل الترويج لمنتوجاتها على نطاق واسع.