تستوقف تجربة حليمة برديد، اليد المبدعة في مجال الصناعة التقليدية، الباحث عن تجارب مميزة في هذا المجال بجهة كلميم واد نون. شهرة حليمة في الحقيقة تتعدى مستوى الجهة. منتجاتها تحظى باعتراف وطني وصيت عالمي، وبصفة خاصة من بينها منتج "زربية فرو الجمل". وتنحدر حليمة، الحاصلة على شهادة " الشارة الوطنية للصناعة التقليدية المغربية" سنة 2017 (على مستوى كلميم فرع الزرابي والنسيج)، من واحة تيغمرت الجميلة بكلميم، التي استلهمت منها كثيرا من إبداعاتها. فمن هذه الواحة الصغيرة كانت الانطلاقة، حيث صقلت موهبتها بعد كثير من الجهد، مرورا أيضا بمهن أخرى، قبل أن تولد لديها فكرة تأسيس إطار تتقاسم فيه همومها الإبداعية ضمنه مع فتيات ونساء الواحة لتولد ""تعاونية قافلة تيغمرت". إلا أن طموح السيدة برديد، التي أكدت لوكالة المغرب العربي للأنباء أنها سقته ورعته بعد تجربة في مهن سبق وأن مارستها كمربية ومؤطرة مخيمات صيفية ومساعدة إسعافات أولية، لا حدود له، ولا تحده عوائق الجغرافيا، لتجد المراد والمبتغى في (دار الصانعة) التي رأت النور سنة 2009 بشراكة بين التعاونية و المجلس الجماعي لكلميم ووكالة تنمية أقاليم الجنوب ومديرية الصناعة التقليدية بكلميم . بهذه الدار، تقول السيدة حليمة، رأت تصاميم خاصة بها سواء في الزربية أو في أشكال أخرى من الصناعات التقليدية النور، وولجت سوق الشغل، منها "زربية فرو الجمل" التي تفتخر بها وتعتبرها مساهمة "متواضعة" في إحياء الموروث الثقافي للجهة ككل وواحة تيغمرت بالخصوص، وبكثير من حمولة ثقافة الاعتراف تقول إنها مدينة أيضا ل(برنامج واحات الجنوب) الذي فتح لها أبوابا كثيرة. أفرغت حليمة بهذه الدار شحناتها الإبداعية وأبدعت أناملها هذه الزربية التي تشرح للوكالة المراحل التي تقطعها لإخراجها في حلة بهية تأسر العين بجماليتها (...) من التصميم على الورق الذي تخطه برقة لا متناهية على كراس خاص، الى اختيار نوع وبر الإبل الى التصميم الهندسي ،الى الاجتهاد في إدخال لمسات عصرية تخرج المنتوج في حلة بهية وفي أحجام تخاطب كل الأذواق. حملت هذه الصانعة الماهرة هذا المنتوج "الحلم" من تيغمرت الى الوطن كله عبر الملتقيات الوطنية والجهوية والمحلية، ثم الى العالم بدءا بفرنسا مرورا بإسبانيا وروما، تقول حليمة بثقة " فكل امرأة تدخل ميدانا ما وتبدع فيه يجب أن تكون سفيرة لوطنها" الأمر الذي يعطيها قوة دفع وحافزا للإبداع والعطاء. وهي منهمكة في تقليب نموذج من الزربية في حالاتها المختلفة بعشق ممزوج بأحاسيس تفيض أنوثة، عرجت على هاجس الألوان التي تشتغل عليها لا سيما "الصباغة بالنيلة الصحراوية"، الإبداع الخاص بالتعاونية تجهيزا وتركيبا، مفككة سره للوكالة موضحة أنها تقنية تقليدية في التلوين بالألوان النباتية (أوراق النخل الجريد والسمار). تنتقل السيدة حليمة بين زوايا دار الصانعة التي تعتبر في حد ذاتها "معرضا فنيا" لعدد من إبداعات الدار والتعاونية، شارحة كيفية العمل والاشتغال داخل هذا الفضاء، من الفكرة الخام إلى لمسات الأنامل التي تخرج المنتوج في شكله النهائي ثم الانتشار. وبين منتوج وآخر تتذكر حليمة إبداعا مبتكرا آخر يتمثل في الخيمة الصحراوية المتنقلة التي أبدعتها تعاونية قافلة تيغمرت بتعاون مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي. بهذا الخيال الخلاق والتجربة تتسلح حليمة لاقتحام أسواق لم تلجها بعد لتضيء عبر منتوجاتها، التي يساير بعض منها التقنيات الجديدة والمفاهيم الجمالية التي تتغير بسرعة، زوايا أخرى من موروث جهة كلميم واد نون.