عرف قطاع الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بجهة كلميمالسمارة خلال السنوات الاخيرة تطورا نوعيا بفضل مواكبة الصناع وتأطيرهم ضمن تكتلات حرفية وذلك انسجاما مع الاستراتيجية الوطنية لتنمية وتÜأهيل العمل التعاوني. وتفعيلا للمخطط الجهوي لتنمية الصناعة التقليدية المنبثق عن رؤية 2015، استفادت جهة كلميمالسمارة من إحداث خمسة دور للصانعات في حرف مختلفة، لفتح آفاق أمام العنصر النسوي من أجل تطوير قدراته في الانتاج والابداع وتعزيز مكانته اقتصاديا واجتماعيا بالوسط القروي. وتشكل هذه الدور التي تم احداثها بأقاليم كلميم وطانطان والسمارة وطاطا، بموجب اتفاقيات شراكة بين وزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني ومختلف الشركاء المحلين لاسيما المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فضاءات لدعم الحرف التقليدية عبر مواكبة الصانعات من أجل دعم الإنتاج وتحسين جودة التكوين ودعم تسويق المنتوج. وأبرز المدير الجهوي للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بكلميم محمد سالم بوديجة أن إحداث هذه الدور التي تستفيد من خدماتها أزيد من 180 صانعة تقليدية، جاء لتجاوز الاكراهات التي تواجه الصانعات القرويات والمرتبطة، بالأساس، بالمشاكل التي يعاني منها العالم القروي من ضعف المسالك والبعد عن مراكز التزود بالمواد الأولية والتسويق بالإضافة إلى التحولات الناتجة عن متطلبات السوق. وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الإمكانات المادية والتكوينية المحدودة للصانعات التقليديات بالوسط القروي يستدعي مواكبتهن لتمكينهن من الاستجابة لمتطلبات السوق الحالية ومسايرة الأذواق الجديدة، وهو رهان لا يمكن ان يتحقق الا من خلال هذه الدور باعتبارها فضاءات ملائمة للإنتاج والتكوين والتسويق. وأوضح أن هذه المراكز، التي يتخصص كل واحد منها في أحد فروع الصناعة التقليدية، تروم تمكين الصانعات من فضاء للعمل الجماعي والتكوين في مجالات تقنيات الانتاج والتدبير والتسويق وتجميع وعرض المنتجات. من جانبها، أبرزت رئيسة تعاونية "قافلة تغمرت النسوية للأعمال اليدوية"? حليمة برديد? ان التقنيات التي استفادت منها دار "الفارهة" التي تضم حاليا 26 صانعة في مجالي النسيج والمصنوعات النباتية شكلت حافزا للمتعاونات من أجل ابداع منتجات ذات جودة عالية وفنية كبيرة . وأوضحت أن إخضاع المتعاونات لدورات تكوينية في هذه الدار التي تحفز على العمل والابداع بالنظر الى هندستها المتميزة، بهدف ادماج تصاميم واشكال جديدة والتعامل بنوع من الاحترافية مع مناسج الدرازة، ساهم في الرفع من الانتاج وتحسين من مستوى الجودة والاتقان.