خاضت حركة الممرضين وتقنيي الصحة في المغرب، اليوم السبت، على الساعة العاشرة والنصف صباحا، مسيرة وطنية احتجاجية انطلقت من ساحة باب الأحد في الرباط في اتجاه البرلمان، لمطالبة وزيرالصحة الجديد، بضرورة تحسين ظروف عمل الممرضين وتأهيل مهنتهم إلى جانب تجويد ظروفهم الإدارية. وردد المحتجون الغاضبون، شعارات من قبيل، "علاش جينا واحتجينا، الهيئة لي بغينا" و"علاش جينا واحتجينا، القانون لي بغينا" و " علاش جينا واحتجينا الخدمة لي بغينا..".
وفي هذا السياق، قال عبد الجبار كربازي، عضو المجلس الوطني لحركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب، إن هذه المسيرة تأتي ظل مسلسل نضالي ثالث يدخل ضمن البرنامج الأخير الذي خاضته الأطر التمريضية تضامنا مع الممرضة، بكار مريم، على خلفية متابعتها قضائيا بالسجن ثلاثة أشهر نافذة، بسبب انتحار مريضة بمصلحة الطب النفسي في مستشفى مولاي علي الشريف بالرشيدية، سنة 2013 وأضاف كربازي، في تصريح لموقع القناة الثانية، أن هذه الواقعة أججت غضب الأطر التمريضية وأعادت للواجهة الفراغ القانوني الذي تمارس فيه هذه الأطر لمهامها بسبب عدم إخراج الوزارة الوصية على القطاع النصوص التنظيمية للقانونين المؤطرين لمزاولة مهنة التمريض بالمغرب وهما 43.13 و44.13.
وأبرز، عضو المجلس الوطني لحركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب، أن "هذا الفراغ القانوني، يُعرض الممرضين لأن يكونوا ضحايا للمتابعات القضائية في كل مرة"، وتابع، أن من بين المطالب كذلك، منها ما يتعلق بإخراج الهيئة الوطنية للممرضات والممرضين، بالإضافة إلى إدماج جميع الخرجين المعطلين الذين بلغ عددهم حاليا 9000 ممرض عاطل عن العمل، ملفتا إلى أن "هناك خصاص مهول في الأطر البشرية التابعة لوزارة الصحة العاملة بالمراكز الاستشفائية الموزعة بالمغرب. وأردف، أن تفاقم عدد العاطلين في صفوف الخرجين الممرضين أدى إلى وقوع حالات الانتحار، حيث سجلت في هذه الفئة حالة لممرضة بتازة نتيجة اكتئاب حاد، يفيد ذات المتحدث، ثم استرسل، أنه في "حالة تحقيق إدماج جميع الخرجين المعطلين سيكون له الوقع الإيجابي على المواطنين، لأنه سيرفع من جودة الخدمات المقدمة لهم، كما أنه سيخفف من الضغط على الممرضين المزاولين بالمستشفيات، فضلا على أن الاستجابة لهذا المطلب سيساهم كذلك في امتصاص عدد كبير من الممرضين العاطلين، الذين هم مهددين بالهجرة نحو فرنسا" يقول كربازي.
وتحدث ممثل "ملائكة الرحمة" عن مطلب آخر للحركة ويتعلق ب " التعويض عن الأخطار المهنية وتحسين شروط الترقي"، معتبرا، أنهم يواجهون أيضا أخطارا مهنية بسبب تعاطيهم واحتكاكهم اليومي والمباشر مع المرضى، إلا أنهم لا يستفيدون من هذه التعويضات الشهرية إسوة بالأطباء. وأشار ذات المتحدث، إلى أن هذه المسيرة تعتبر خطوة إنذارية، مؤكدا أنهم عازمون على التصعيد في القريب العاجل في حال عدم الاستجابة إلى مطالبهم.