أصبحت التكنولوجيا جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية للإنسان، إذ يتفق الجميع أن التطور التكنولوجي، ساهم بشكل كبير في تحسين ظروف عيش البشرية، خاصة بإقحام التكنولوجيا في جميع المجالات دون استثناء، من تسهيل و تيسير الأنشطة اليومية للفرد، وصولا لكواكب قصد البحث عما قد يفيد البشر. ساهمت التكنولوجيا بشكل أساسي في تسريع كل الإنجازات، و بالتالي أضحت ركيزة العديد من المجالات، كالاقتصاد، الصحة و الهندسة، مجالات تعتبر ضامنة لاستقرار وضع الإنسان، و إحدى محركاته صوب التقدم و الازدهار. نعيش حاليا، بداية نهاية فترة الإدماج، فمن مظاهر جائحة كورونا، إبراز أهمية الاستئناس بالتكنولوجيا على المستويين، الفردي و الاجتماعى، إذ ظهر الفرق بين فئة تستند على التكنولوجيا من أجل اقتناء حاجياتها عبر خدمات التوصيل و الأداء الإلكتروني، و فئة استهلكت الكثير من أجل تعقيم النقود و الالتزام بالتدابير الاحترازية من اجل اقتناء حاجياتها اليومية، رغم توفرها على حساب بنكي، إذ لا تحبذ الأداء إلكترونيًا، خشية التعرض للنصب، على الرغم من أن البنوك تعمل جاهدة على تحصين حسابات الزبناء، و تتأكد من هويتهم بشتى الوسائل، لتؤمن كل عملية إلكترونية يقوم بها الزبون. كما يقر طلبة التعليم العالي و بعض التلاميذ، بضرورة التوفر على جهاز حاسوب، لمسايرة البيداغوجية العالمية للتعليم، و ذلك من أجل تدبير برنامجهم الدراسي، و تصميم بحوث و عرضها بسلاسة، و مشاركتها بمرونة، مع إمكانية التعديل، الإضافة أو الحذف. هي أمور قد يراها البعض بسيطة، إلا و أنها في الماضي القريب، كان الأمر شبه مستحيل و مستعصي على الباحثين عامة، و الطلبة بصفة خاصة. تعاني المجتمعات منذ القدم من الأمية، غير أنها ستتراكم بعد ظهور متحور، يعتبر أشد خطرا، الجهل الالكتروني، أو "الأمية 2.0"، تعمل المجتمعات جاهدة من أجل التصدي لهذا الجيل الجديد من الأمية، بإدراج مادة الإعلاميات ضمن مقررات التعليم الابتدائي، الإعدادي و الثانوي التأهيلي، و بإضافة وحدة التكنولوجيا الجديدة للإعلام و التواصل NTIC، بمختلف مسالك التعليم العالي، قصد مسايرة العصر، و تعميم الإستفادة. لكن هذا لا يكفي، بل يتطلب دمج غير المتمدرسين، من شباب و كُهَّل، من خلال تنظيم تكوينات، سواء من طرف جهاز التعليم بأصنافه، أو هيئات المجتمع المدني. فقد أصبح من الضروري إعداد ورشات مكثفة بهذا الخصوص، تفاديا لانتشار ظواهر متعلقة بالجرائم المرتكبة إلكترونيًا، بعدما أصبحت هذه الشريحة العريضة، نوعا ما، مضطرة لاستعمال الوسائل التكنولوجية، دون الوعي بأبعادها، التي قد تعود بالضرر على المستعمل.