يرتقب أن يقوم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية ستافان دي ميستورا، أول جولة له في المنطقة، خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث ستكون الجزائر محطته الأولى مع مخيمات تندوف تليها موريتانيا قبل أن يختم زيارته بالمغرب. ووفق ما أعلن عنه الناطق الرسمي باسم الامين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، فإن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية سيقوم بأول جولة إقليمية إلى المنطقة لاستئناف المشاورات السياسية، مشيراً أنّ دي ميستورا على تواصل مع جميع الأطراف المعنية بالنزاع المفتعل. وبخصوص الأجندة الرئيسية لدي ميستورا خلال هذه الزيارة، اعتبر خطري الشرقي باحث في العلوم السياسية والإعلام، أن للمبعوث الأمميالجديدة خبرة طويلة في مختلف أجهزة الأممالمتحدة منذ سبعينيات القرن الماضي، ما يمكّنه، وفق المتحدث من أن يحمل عناصر جديدة بخصوص ملف الصحراء، وخصوصاً تنفيذ القرار الأممي الأخير 2602، الذي طالب الأطراف بالعودة إلى مسلسل المفاوضات، استمرارا لمخرجات لقاءات جنيف الأول والثانية، إلى جانب محاولة إعادة الأمور إلى جانبها الطبيعي خصوصاً بعد الأحداث التي عرفتها المنطقة أو ما اعتبرته الأممالمتحدة ب"الأعمال العدائية". اقرا أيضاً: دي ميستورا يتسلّم مهامه رسمياًً.. ما الذي ينتظر مبعوث "غوتيريش" الجديد إلى الصحراء؟ وبحسب خطري الشرقي، فإن هذه الزيارة تأتي في ظل تأكيد الأمين العام على ضرورة انخراط كل الأطراف بالمشاركة في العملية، خاصة بعد تلويح الجزائر برفض الانخراط في الحوار، مؤكّداً أنه لا يمكن السماح لهذا الموقف بتقويض القرارات الأممية، بالتالي سيحاول دي ميستورا، أن يمضي وفق مسارين أساسيين؛ الأول إعادة بناء الثقة ومحاولة احترام أطراف النزاع للقرارات الأممية. كما ربط المتحدث في تصريحه لموقع القناة الثانية، الجولة المرتقبة والتي تقود دي ميستورا في زيارة إلى مخيمات تندوف، إلى طبيعة الظروف والأوضاع الإنسانية الصعبة بالمخيمات، والتي لفتت إليها كذلك القرارات الأممية، مشيراً إلى "المعاناة والوضع الإنساني الهش بالمخيمات، خصوصاً مع تراجع دعم برنامج الغذاء العالمي واليونسف وتداعيات كورونا". وأبرز الباحث في العلوم السياسية أن زيارة المبعوث الأممي ترتبط كذلك، بعودة البحث عن المساعي الحميدة للعودة للمفاوضات بحضور مختلف الأطراف الرئيسية في المفاوضات، ثم تحريك المياه الراكدة على مستوى الوضع الإنساني الصعب، وجانب آخر يرتبط بإيقاف أي تصعيد محتمل يمكن أن يقوض الأمن والسلم الدوليين. في ختام تصريحه، شدد المتحدث على أن الجولة المرتقبة ستكون لجس النبض والسعي للتحضير للقاءات مستقبلية، موضحاً أنه في مؤشراتها العامة، لا يمكن أن تشكل تحولاً جذري على مستوى خصوصاً بعد فراغ السنتين الماضيتين عقب استقالة المبعوث الأممي هورست كوهلر.