"كانت أخويا تاتخدم غير ف القهاوي، مرة الميناج مرة تادير المسمن"، بهذه الكلمات، وبكثير من التأثر، افتتح سليمان الحديث معنا، ونحن نسأل عن أمه، حليمة التي أصيبت بكسور في عمودها الفقري، بعد حادث سقوطها من أعلى الدرج. أرملة يقف عند فراش مرضها أربعة أبناء، يلقون بنظراتهم الحزينة، على أمهم، معيلتهم الوحيدة، التي شمرت على ساعديها، منذ أن مات رب الأسرة، سنة 2008، وخرجت تهيم في الحياة، لتطعم فلذاتها، ولتحميهم من تقلبات الزمن. كانت حليمة التي تسكن في حي واد الذهب بأزيلال، في خلاف مع أشخاص، أفضى إلى تشابك بالأيدي، فسقطت من أعلى الدرج، في ماي 2018، ثم أصيبت بكسور في عمودها الفقري، نقلوها بشكل مستعجل، إلى قسم المستعجلات، بالمستشفى المركزي لأزيلال، غير أن الكشف بالأشعة، كشف إصابتها بكسر في عمودها الفقري، يحكي ابنها سليمان، الحاصل على الإجازة "ديناها لمستشفى بني ملال، ومن بعد قالوا لينا ضروري نديوها للدار البيضاء باش تركب الحديد"، غير أن الحالة المالية للأسرة، لم تكن تسمح بكل هذه الإجراءات المكلفة. "رديناها للدار، من بعد تأزمات نفسيا، لدرجة واحد الصباح فاش فاقت بقات تاتقول لينا فين رجلي، شكون هزها ليا"، كان الألم وصل بها درجاته القصوى، يصف سليمان أن والدته لم تعد وقتها تشعر بأطرافها. لجأت الأسرة إلى بعض المحسنين، الذين نشروا أول تدوينة يطلبون من خلالها تدخلا، لتجري حليمة عملية جراحية على عمودها الفقري، استغرق الأمر ثمانية عشر يوما، بين الحادث وبين يوم إجراء العملية، يقول سليمان أن الفضل الكامل يعود إلى عامل إقليمأزيلال، الذي تدخل شخصيا، وأشرف على تنقيل حليمة إلى إحدى المصحات بمراكش، وتلقيها العلاج الخاص. بعد العملية ستدخل حليمة في حصص الترويض الطبي بالمستشفى المركزي لأزيلال، غير أن تلك الحصص تسببت لها في آلام جديد، بحسب سليمان، مما جعل الطبيب يطلب منها التنقل إلى بوسكورة لإجراء حصص ترويض أخرى، استغرقت سنة وسبعة أشهر، إلا أن جائحة كورونا حالت دون أن تتمم حصصها، بسبب انقطاع دعم كانت تقدمه إحدى الجمعيات بالدار البيضاء. تطالب حليمة الآن بتدخل المحسنين، لدعمها من أجل إجراء حصص الترويض الطبية، التي لا تزال في حاجة إليها، فهي كما حكى لنا سليمان، تعيش وضعا نفسيا مأزوما، بسبب مرضها الذي أصابها بالعجز الحركي، إذ باتت تستعمل فقط الكرسي المتحرك، في انتظار مساعدات تخرجها من انتظار طويل.