أكّد الطيب حمضي، الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أنّ بلادنا اليوم، تحتاج من أبنائها غير الملقحين أن يسارعوا إلى التلقيح؛ "وذلك لحماية لأنفسهم، وحماية الضعفاء بيننا، وحفظ حياتنا الاجتماعية، بما فيها المنظومة الصحية، والتعليمية والاقتصادية.. حماية حاضر ومستقبل بلادنا". وأبرز حمضي في مقال له بعنوان "رسالة إلى صديقي غير المُلقَح بعد: المغرب محتاج لنا جميعا"، أن بلادنا في حاجة لوعينا الجماعي ولنكران الذات، ولتضحياتنا وتضامننا، وفي حاجة لحماية أنفسنا وحماية غيرنا باحترام التدابير الوقائية الفردية والجماعية، والتلقيح، والتشخيص والعلاج المبكرين، والعزل عند الإصابة، وإذا تعقدت الوضعية الوبائية، حسب الباحث "احترام وتحمل التدابير الترابية وغيرها من الإجراءات التقييدية الضرورية التي تلجا لها كل الدول للتحكم في الوباء". وأوضح الأخصائي الصحي، أنّ المغرب يواجه، مثل باقي دول العالم hزمة غير مسبوقة بما يملك من امكانيات، ومن إرادة، ومن تضامن لجعلها اقل وطأة ممكنة على حياة مواطنيه وصحتهم وحياتهم النفسية والاجتماعية، و وتمدرس أبنائه وتكوينهم، ومصدر رزق المواطنين وصمود اقتصاده ومقاولاته، مبرزاً أن "بلادنا حققت بفضلنا جميعا الكثير من النجاحات." وتابع أنّ المغرب في حاجة لكل أبناءه لمواصلة الحرب ضد الفيروس وضد الوباء، مشيراً: "لنا حرب واحدة هي حربنا ضد الجائحة. لنا عدو واحد هو الفيروس القاتل. لنا خيار واحد هو خيار استمرارالجبهة متراصة لنحمي بلادنا من الفيروس، نحمي مواطنينا من المرض، نحمي مدرسة أبنائنا من الاغلاق ثانية، نحمي حياتنا الاجتماعية من التقييدات الخانقة، نحمي اقتصادنا من التأزم، نحمي مقاولاتنا من العجز، نحمي شبابنا وارباب الاسر من البطالة وفقدان مصادر الرزق، نحمي منظومتنا الصحية من الضغط والانهيار، نحمي المواطنين المصابين من امراض أخرى وحقهم في العلاج." واسترسل: "ملقحون وغير ملقحين بعد، لا زال الطريق امامنا للوصول كلنا ومعنا بلادنا الى بر الأمان. الوطن في حاجة الينا جميعا"، مضيفاً أن "الملقحين بشكل كامل بجرعتين لهم حماية فائقة ضد الحالات الحرجة والوفيات تفوق احدى عشر مرة إخوانهم الغير ملقحين. من هم فوق ال 60 سنة مثلا وتلقوا جرعتهم المعززة لهم حماية 8 مرات أكثر من نظرائهم الدين تلقوا جرعتين من اللقاح، ولهم حماية 65 مرة أكثر من إخوانهم الغير ملقحين ضد الحالات الخطرة." لكن وطننا، يتابع حمضي: "يحتاج لأن يكون كل أبناؤه محميون ضد المرض، مطعمون ضد الفيروس، لنحمي الأكثر هشاشة وضعفا بيننا. حتى نحمي من لم نتمكن من تلقيحهم لأسباب طبية، ونحمي من تلقحوا ولكن بسبب ضعف مناعتهم لازالوا معرضين للخطر. الوطن محتاج لمنظومة صحية قائمة على قدميها، تؤدي وظائفها. الوطن محتاج لمدرسة مفتوحة حضوريا لكل تلامذتها وطلبتها. الوطن محتاج لمقاولات مشتغلة ودورة اقتصادية حية تنتج وتخلق فرص الشغل. الوطن محتاج لحياة اجتماعية لائقة في انتظار ان تكون عادية تماما." وأشار حمضي أنه: "استعملت لحد اليوم أكثر من 7 مليار جرعة من اللقاحات ضد كوفيد 19 عبر العالم، وتؤكد تجارب الدول والدراسات والأرقام على الحماية ودرجة الأمان العاليتين للقاحات بمختلف أنواعها. لم يعرف أي لقاح ولا أي دواء في تاريخ البشرية مستوى من المراقبة والتتبع والدراسات بقدر اللقاحات ضد كوفيد 19. التردد والخوف إحساس انساني متوقع، بل يكون اقوى خلال الازمات الصحية، لكننا اليوم امام كم هائل من المعطيات العلمية والملموسة حول درجة امان وفعالية اللقاحات لا وجه لمقارنتها مع مخاطر المرض. " وأضاف: لأزيد من خمسة ملايين انسان فقدوا حياتهم رغم الإجراءات الصارمة المتخذة، وتقول منظمة الصحة العالمية ان عددهم لحد الساعة مرتين او ثلاث مرات أكثر، أي ما بين 10 و15 مليون وفاة، ناهيك عن المشاكل الصحية الأخرى. كل عشر ثواني يتيتم طفل في العالم بسبب كوفيد، ولم تعتقد الام المتوفاة أو الاب المتوفى انه سيصاب بكوفيد ويموت ويترك وراءه ابنا او أبناء يتامى."