تشترك الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون (SNRT) وجمعية يرمى كناوة في إنتاج أمسية استثنائية للاحتفال بكناوة وإدراج هذا الفن العريق في التراث الثقافي وغير المادي لليونسكو. الأمسية ستعرف مشاركة 115 فناناً، من معلمين ومقدمات، وكويو أو أصحاب القراقب، وحاملو الأعلام والمبخرات، كما يضم البرنامج 120 دقيقة من الإيقاعات والأغاني وتبادل المعرفة الكناوية بمدينة الصويرة العتيقة، ساحة المنزه. وحسب بلاغ اللجنة التنظيمية، فإن هذه الأمسية ستكون مناسبة " لإظهار كل ثراء وروعة هذه الثقافة، في شكل ليلة تقليدية خالصة، ستعرض الطقوس المكونة من أربعة أجزاء (العدة، ولاد بامبارا، ونقشة، والفتوح) من الإيقاعات والنشوة، حيث تختلط الممارسات الإفريقية العريقة، والتأثيرات العربية الإسلامية، والتمظهرات الثقافية الأمازيغية الأصيلة". وأشار ذات المصدر إلى أنه "تم تصميم هذا الحفل الأصلي وغير المسبوق، والذي سيتم بثه على القناة الوطنية المغربية الأولى، ومختلف قنوات SNRT، للقاء جميع هواة التكناويت، وجعله معروفًا لجمهور جديد في جميع أنحاء العالم، إذ من المقرر بثه في ديسمبر 2021". إلى جانب هذه الأمسية، ستطلق جمعية يرمي كناوة سلسلة من الفعاليات بمدينة الصويرة ابتداء من يوم غد السبت تحت شعار الاستذكار والعرفان، حيث ستكرم كبار معلمي التكناويت في 7 ليلات و4 أماكن. ويتعلق الأمر بليلات الذكرى، فبعد أن تم إلغاء نسختي مهرجان الصويرة 2020 و 2021 بسبب الوباء، تنتهز جمعية يرمى كناوة هذه الفرصة لتنظيم أمسية تكريما لثلاثة معلمين عظماء وافتهم المنية في عامي 2020 و 2021، حيث سيتم تخصيص ثلاثة ليلات للمعلم محجوب خلموس (مراكش) في زاوية سيدنا بلال ، والمعلم عبد اللطيف مخزومي (مراكش) في زاوية عيساوة، والمعلم سعيد أوغسال (الدارالبيضاء) في دار الصويري. ثم ليلات العرفان، حيث ستحتضن كل من زاوية سيدنا بلال والزاوية العيساوية، ودار الصويري ثلاث ليلات، لتكريم ثمانية معلمين كبار ما زالوا على قيد الحياة: ليلة رباطية تكريما للمعلمين محجوب القوشي ، ومحمد شوقي ، ولحسن الطويل. وليلة شمالية تكريما للمعلمين عبد الله الكرد، وعبد الواحد ستيتو، وعبد الله الجامعي؛ وأخيراً ليلة مرساوية تكريماً للمعلمين علال السوداني وسعيد البركي. كما سيتم تخصيص ليلة خاصة من التكناويت للسبتيين، وهو نوع من فن كناوة، تم تطويره في فاس ومكناس، يستهدف اتباع العقيدة اليهودية، إذ سيحيي هذه الليلة المعلمان حميد الدقاقي وعمر حياة، في بيت ذاكرة. يشار إلى أن ثقافة كناوة، التي طالما تعرضت للتهميش، تعتبر تراثًا عالميًا ومكونًا رئيسيًا للثقافة المغربية، إذ كان إدراجها، في دجنبر 2019 ، على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لمنظمة اليونسكو تتويجًا للعمل الدؤوب والجريء الذي تم القيام به منذ عام 1998، مع ولادة مهرجان كناوة وموسيقى العالم، من أجل الترويج لهذا الفن العريق، وحمايته والمساهمة في إشعاعه.