أكد منظمو النسخة 33 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء ، اليوم الجمعة بالعاصمة الاقتصادية ، أن هذه التظاهرة المرتقب تنظيمها ما بين 26 و30 أكتوبر الجاري ، تكتسي طابعا خاصا بالنظر للإكراهات والتحديات التي تمليها جائحة كوفيد-19. وأوضح رئيس المهرجان عبد القادر كنكاي ( عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك ) خلال لقاء صحافي ، أن دورة هذه السنة، كما يدل على ذلك شعارها "المسرح والتأقلم"، تروم أساسا التأقلم مع الوضع الذي يمليه واقع كورونا ، أخذا بعين الاعتبار مختلف الأشكال والأبعاد في تقديم العروض المسرحية سواء في شقها الحضوري أو عن بعد. وأشار إلى أن الكلية، نزولا عند رغبة وإلحاح متتبعي هذا المهرجان بمختلف أصقاع المعمور، أبت إلا أن تنظم هذه التظاهرة الثقافية الفنية من أجل تحقيق التواصل الحي وجها لوجه، متجاوزة بذلك مختلف العقبات عبر الأخذ بكافة الاحتياطات اللازمة سواء على مستوى الفضاءات أو البرمجة العامة. وأضاف أنه بالرغم من ظروف الجائحة فقد استقطبت فعاليات المهرجان عددا من الدول من مختلف القارات ، بحيث إن من بين فرقها من ستقدم عروضها المسرحية أمام الجمهور ، وأخرى ستكتفي بعرض أعمالها عن بعد استجابة للقيود التي فرضتها مستجدات هذا الداء في الأيام الأخيرة. وعلى هذا الأساس، يقول كنكاي، اقترحت اللجنة العلمية واللجنة العليا للمهرجان عدم إخضاع هذه الأعمال الفنية لتقييم لجنة التحكيم تحقيقا لشروط العدالة والإنصاف، والاكتفاء بتكريم كافة الفرق المشاركة تقديرا لجهودها المبذولة من أجل التأقلم مع الجائحة . وخلال استعراضه لبرنامج هذه الدورة، أفاد المدير الفني للمهرجان فتاح الديوري أن من بين البلدان المشاركة هناك ستة منها ستعرض أعمالها عن بعد ، ويتعلق الأمر بكل من المملكة العربية السعودية والكاميرونوكوريا الجنوبيةوكولومبيا وإسبانيا ومصر. وأشار إلى أن حفل الافتتاح، الذي سيقام في 26 أكتوبر الجاري بالمركب الثقافي مولاي رشيد، سيستهل بمسرحية "خريف" لفرقة أنفاس من المغرب ، وذلك بالنظر للنقاش الذي أحدثته في العديد من المهرجانات عبر العالم انطلاقا من طبيعة محتواها . ومن المسرحيات الأجنبية التي سيتم عرضها خلال الأيام الموالية هناك "رقصة الموت" لفرقة جامعية من المملكة العربية السعودية ، و" الحلقة" لجامعة انتيوكيا من كولومبيا و"عالم رمادي" للمدرسة العليا لفنون الدراما لمورسيا / إساد مويسيا من إسبانيا ، و"سالب واحد" لأكاديمية الفنون بمصر ، و"في منتصف الشتاء القاتم" للأكاديمية المدنية للفنون المسرحية نيكوبيبي من إيطاليا ، و"مفترق الطرق" لجامعة بويا من الكاميرون ، و"حلم العودة إلى مسقط رأسي" لجامعة كونجانج من كوريا الجنوبية. وعن المغرب ستعرض مسرحيات أخرى منها " غلطة" لفرقة فنتازيا بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير الدارالبيضاء، و"الحذاء" لفرقة مسرح الدار بكلية العلوم بنمسيك، و"محجوبة" لفرقة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك ، و"أكيلوس" لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس. وستتخلل فقرات برنامج هذه الدورة مائدة مستديرة تحت عنوان "المسرح والتأقلم"، التي ستناقش المسرح الجامعي في مواجهة إكراهات كورونا ودينامية التأقلم مع المستجدات والواقع، وذلك إلى جانب سلسلة من المحترفات التكوينية التي ستقام برحاب الكلية في مواضيع مختلفة تهم عمليات التشخيص والأداء المسرحي أخذا بعين الاعتبار جانب الصوت والحركات الجسدية وكيفية التأقلم فوق الخشبة. كما سيقام بالمناسبة حفل تكريم على شرف الصحفي نور الدين مفتاح احتفاء بتجربته المهنية واعترافا بمساهماته في الإشعاع الفني والثقافي ، إلى جانب الفنانة مليكة العمري ، ومن خلالها كافة الفنانين المغاربة من جيلها الذين بصموا بأعمالهم الفضاء المسرحي متخطين الظروف العصيبة التي واجهتهم في بداية مشوارهم الإبداعي والفني . وفي نفس المنحى سيتم تقديم أحد آخر الإصدارات لأحمد مسعايا في مجال المسرح Un théâtre de rupture .. essai sur la jeune création théâtrale au Maroc ، والذي يرصد من خلاله مسرح الشباب بشكل عام خلال مدة تتجاوز 30 سنة ، في إشارة إلى أن المرحلة الراهنة تقتضي إعادة النظر في مجموعة من مكونات العمل المسرحي والعلاقات بما فيها العلاقات بين الركح والجمهور.