وأنت تلج السوق المركزي أو "المارشي سونطرال" بمدينة الدارالبيضاء، يجذب انتباهك محل يفوح منه عبق تاريخ المغرب، وبدون أي إدراك تجد نفسك جاثما امام لوحات قديمة وقطع نادرة وحلي أمازيغية تحكي عن تاريخ الأجداد. قرر السبعيني عبد اللطيف بلامين، الذي ولد في مدينة فاس وتربى بين أحضان دروب وأزقة الدارالبيضاء، بعد حصوله على التقاعد (قرر) أن يفتح محله ليعرض فيه كل القطع التي تعود للزمن الغابر، ويخرج كل ما خبأه في منزله طيلة سنوات التي كان يجمع فيها منذ أن كان في سن الثلاثين. ويحكي بلامين أن شغفه بجمع القطع النادرة، انطلق مع القطع النقدية أو العملات، مرورا بجمع أولى الصحف التي عرفها المغرب، والكتب التي توثق لمراحل من تاريخ المملكة، والطوابع البريدية وصولا إلى التحف واللوحات الفنية. وعن كيفية جمعه لكل هذه القطع، يقول بلامين، إنه كان في السنوات الماضية ينتقل بين الفينة والأخرى إلى الأسواق الأسبوعية خاصة في المدن الصغرى بالمغرب، من أجل اقتناء كل ما يجد فيه قيمة تاريخية وتراثية، وزاد قائلا: "أصبح لدي أصدقاء يعرفون اهتمامي بهذا المجال، ويأتوني بكل ما يرون فيه تراثا". من قلب السوق المركزي للبيضاء ومن داخل "متحفه" الصغير، نتعرف على قصة بلامين مع القطع النادرة في البورتريه..