بدأ رئيس الحكومة المكلف عزيز أخنوش أمس الاثنين مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، حيث التقى بكل من الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية امحند العنصر والأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري محمد ساجد. فما هي التشكيلة المحتملة للائتلاف الحكومي؟ هل سيكون ميلاد الحكومة يسيرا أم أن سيناريو "بلوكاج 2016" سيتكرر؟ وما هي أبرز التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة؟ الجواب في الحوار التالي ضمن فقرة ثلاثة أسئلة مع أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط عبد العزيز قراقي :
بدأ عزيز أخنوش أمس الاثنين مشاورات تشكيل الحكومة بعد تصدر حزبه لنتائج انتخابات 8 شتنبر، هل ستكون المهمة يسيرة أمامه أم أن سيناريو "بلوكاج 2016" سيتكرر؟ ظروف تشكيل حكومة عزيز أخنوش تختلف كثيرا عن ظروف تشكيل حكومة سنة 2016، إذ أن نتائج الانتخابات سهلت الأمر كثيرا على رئيس الحكومة، ومنحته مجموعة من الاختيارات لتشكيل حكومته. الوضع اليوم يختلف لاعتبارات متعددة، أولا حزب التجمع الوطني للأحرار سبق أن اشتغل مع العديد من الأحزاب التي توجد في المقدمة، فإذا استثنينا حزب الأصالة والمعاصرة الذي لم تجمعهما إلا فترة معينة في المعارضة، فإن حزب التجمع الوطني للأحرار سبق أن اشتغل مع كل من حزب الاستقلال، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الحركة الشعبية ، والاتحاد الدستوري، بالتالي هناك نوع من التقارب سواء على مستوى التجربة التاريخية أو على المستوى الفكري والإيديولوجي. من جهة ثانية، الخطاب السياسي لجميع الأحزاب التي حصلت على مراتب متقدمة في الانتخابات، لم يكن خطابا إقصائيا تجاه بعضها البعض، بالتالي فإن المناخ الذي كان حاضرا في سنة 2016 هو غائب اليوم، وأتوقع أن يُعلَن عن تشكيل الحكومة في وقت أقل بكثير مما حدث في حكومة سنة 2016.
ما هي التشكيلة المحتملة للائتلاف الحكومي وما مصير المعارضة؟ إذا تبدد الخلاف الموجود بين حزبي التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة، فيبدو لي أن الحكومة ستتشكل من هذين الأخيرين وحزب الاستقلال، ويمكن أن ينضاف إليهم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. إذا احترم هذا المنطق فإن الفريق الحكومي ستكون له فعالية كبرى. الحكومة يمكن أن تكون قوية اليوم إذا تكونت من الأحزاب الموجودة في المقدمة، وأن لا يتجاوز عدد الأحزاب على أبعد تقدير 4 أحزاب مثل ما رتبها الناخب، وأن تذهب إلى المعارضة الأحزاب التي لم يمنحها الناخب المغربي ثقته. أنا لا أتفق مع الطرح الذي يدعو إلى ضرورة خلق معارضة قوية، المعارضة هي مدرسة للتكوين أولا، وتذهب إليها الأحزاب السياسية من أجل إعادة التكوين وتستأنس نخب جديدة بالحياة السياسية، على العكس الحكومة هي التي يجب أن تكون قوية. مراقبة العمل الحكومي تخضع لمساطر متعددة، المعارضة عندما تعطي رأيها يستمع إليها، لكن في الأخير الأمر يحسم عن طريق التصويت، المعارضة يجب أن تكون حريصة على توظيف الآليات التي منحها إياها المشرع، عندما تجد أن هناك قانونا ليس في المستوى يمكن أن تبادر إلى عرضه على المحكمة الدستورية، وخلق حكومة قوية ومعارضة قوية أمر غير واقعي.
بعد تشكيل الحكومة، ما هي أبرز التحديات التي تواجهها؟ يجب أن تركز الحكومة على اخراج النموذج التنموي على مستوى السياسات، وعلى مستوى خطط العمل، وهذا يتطلب وزراء قادرين على فهم هذه الظرفية الحساسة التي تمر منها بلادنا وفهم انتظارات المغاربة، وأيضا ادراك التحديات التي تحيط ببلدنا، كما يجب اختيار قيادات شابة يحضر فيها مقاربة النوع، وأن يتم اختيارهم بناء على الكفاءة وليس الولاء الحزبي. الحكومة مطالبة بوضع برنامج حكومي تحضر فيه الفقرات المضيئة التي قدمتها الأحزاب في برنامجها الانتخابي، وأن يكون هذا البرنامج واقعيا يتماشى مع القدرات المالية للدولة. كما يجب إحداث ميثاق للتحالف الحكومي، إذ من غير المعقول أن تشتغل الأحزاب طوال الأسبوع في الحكومة وفي نهاية الأسبوع تتحول إلى المعارضة.