تم اليوم الثلاثاء بثانوية "دار السلام" بالرباط، إعطاء الانطلاقة الرسمية لعملية تلقيح التلميذات والتلاميذ المتراوحة أعمارهم ما بين 12 و17 سنة ضد فيروس كورونا المستجد، وذلك بهدف ضمان ظروف آمنة لانطلاق الموسم الدراسي المقبل وتحقيق أثر إيجابي على جودة التحصيل الدراسي واكتساب التعلمات الأساسية. وتميز انطلاق هذه العملية، التي تستهدف أزيد من ثلاثة ملايين تلميذة وتلميذ بالتعليم العمومي والخصوصي والتعليم العتيق ومدارس البعثات الأجنبية ومتدربي التكوين المهني، بإقبال كبير لآباء ولأولياء الأمور مرفوقين بأبنائهم. كما تجري العملية في ظل احترام شروط السلامة والتدابير الاحترازية. ويتم خلال هذه العملية، التي تتم بإشراف وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة، اعتماد استخدام لقاحي "سينوفارم" و "فايزر"، وذلك بعد إعطاء اللجنة العلمية المكلفة بالاستراتيجية الوطنية للتلقيح الضوء الأخضر لاستعمالهما بالنسبة لهذه الفئة العمرية. وتعتبر هذه العملية مجانية وتطوعية وإختيارية ومشروطة بموافقة أولياء أمور المتعلمات والمتعلمين، الذين يوقعون وثيقة الموافقة على تلقي أبنائهم للقاح مضاد ل"كوفيد- 19"، وذلك في إطار الحملة الوطنية للتلقيح التي أقرها المغرب لمكافحة الجائحة، وتحقيق المناعة الجماعية. وتتوزع عملية التلقيح، على مستوى 419 مركزا محدثا بالمؤسسات التعليمية، إضافة إلى تعبئة وحدات متنقلة في العالم القروي، علما بأن الوزارة والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والمديريات الإقليمية أعلنت عن اللائحة الكاملة لهذه المراكز عبر مواقعها الإلكترونية وصفحاتها الرسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وفي تصريح صحافي بالمناسبة، أبرز مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباطسلاالقنيطرة، محمد أضرضور، أن عملية تلقيح التلاميذ تجري "في ظروف جيدة"، مسجلا أن "الإقبال منقطع النظير للآباء رفقة أبنائهم لتلقي اللقاح يعكس وعي المواطنين المغاربة بأهمية تلقي هذا اللقاح"، وبأنه لا يمكن، دونه، تحقيق المناعة الجماعية التي تمثل السبيل الوحيد لتجاوز هذ الظرفية الوبائية. وبحسب أضرضور، فإن العالم بأسره يقر اليوم بأنه لايمكن تجاوز هذه الأزمة الصحية التي تؤثر على المجتمع دون تلقيح شامل، نظرا لتزايد عدد الوفيات وعدد المصابين في المستشفيات جراء هذا الوباء، وهو ما يؤكد ضرورة استهداف هذه الفئة العمرية التي "أصيب عدد كبير منها بمتحور دلتا كما سجلت وفيات في صفوف بعض الأطفال جراء ذلك" وفق إحصائيات رسمية، مسجلا أن التلاميذ يصابون بسرعة بالنسخ المتحورة لفيروس كورونا وينقلون العدوى بسهولة لأفراد عائلتهم. وأشار إلى أن المغرب انخرط في عملية تلقيح المتمدرسين بعد دراسة نتائج تجارب عالمية أظهرت أن تلقيح الأطفال "لا يشكل أي خطر عليهم خلافا لما تداوله البعض" وبأن هذه الدراسات أكدت أنه يستحسن تلقيح هذه الفئة العمرية"، مبرزا أن المغرب من بين الدول التي سارت في هذا الاتجاه سعيا لتحقيق المناعة الجماعية. من جانبهم، عبر آباء التلميذات والتلاميذ الذين استفادوا من اللقاح اليوم عن استحسانهم لهذه المبادرة التي اعتبروها "محمودة"، مسجلين أنه في ظل الظرفية الوبائية الراهنة "من الأفضل أن يتلقى التلاميذ اللقاح قبل بدء سنة الدراسية"، لأن السلالات المتحورة لفيروس كورونا "أكثر عدوى" بالمقارنة مع النسخة الأصلية، مؤكدين على ضرورة تشجيع هذه العملية من خلال الانخراط في الجهود التي تقوم بها الحكومة، والتي تصب في مصلحة التلاميذ والمؤسسات التعليمية على الخصوص والمجتمع بصفة عامة. وكانت اللجنة البين وزارية برئاسة رئيس الحكومة قد قررت تنظيم عملية تلقيح واسعة تشمل المتمدرسين. وفي إطار الحملة الوطنية للتلقيح ضد "كوفيد 19"، أوصت اللجنة العلمية المكلفة بالاستراتيجية الوطنية للتلقيح خلال اجتماع عقد الخميس الماضي بضرورة تلقيح الأطفال البالغين ما بين 12 و17 سنة لحماية كافة المواطنات والمواطنين، بالنظر إلى تصاعد الحالات الإيجابية المسجلة ضمنها وخطوة مهمة لتسريع تحقيق المناعة الجماعية واعتماد استخدام لقاحي "سينوفارم" و"فايزر" التي أثبتت التجارب الدولية فعاليتهما وسلامتهما عند هذه الفئة العمرية.