كان لجمهور الدورة 18 من المهرجان الوطني للفيلم المقام بطنجة، موعد مع حصة جمعت لأول مرة شريطا قصيرا جميلا وشريطا طويلا مميزا, حصة بعد زوال اليوم، انطلقت بعرض الشريط القصير "تيكيتة السينما" للمخرج ايوب اليوسفي، مدته الزمنية 29 دقيقة، ويعتبر افضل فيلم قصير عرض منذ بداية الدورة, تدور قصة الفيلم في مدينة ازمور، حيث. تقدم سينما "مرحبا" آخر عرض قبل إغلاقها، فيلم "الرجل العنكبوت". يقرر الطفل حسن، ذو الأحد عشر ربيعا حضور العرض، لكنه لا يتوفر على فلس واحد، كما أن والدته ترفض ذهابه للسينما. رغم كل ذلك، لا تنتاب حسن سوى فكرة واحدة: مشاهدة الفيلم مهما كلفه الأمر, الفيلم الذي تنميز بتصوير جيد، استفاد كثيرا من تشخيص ابطاله، خاصة الطفل إلياس الجيهاني، الذي اكتشفه الجمهور في فيلم " جوق العميين"، بالاضافة الى الاداء المتميز للممثلة فاطمة الزهراء المنصوري، والتي ابدعت في دور الأم, الفيلم قدم من خلال الحياة اليومية لمجموعة من الاطفال مأساة احتضار آخر قاعة سينمائية بالمدينة, بعد الشريط القصير عرض الشريط الطويل "بلدي يا بلدي" للمخرج عادل عزاب، وتبلغ مدته الزمنية 74 دقيقة، وسبق عرضه في مجموعة من المهرجانات العالمية يحكي الشريط قصة عادل، طفل نشأ في احدى بوادي الفقيه بنصالح، يلتحق عن عمر الثالثة عشر بوالده، الذي كان قد هاجر إلى إيطاليا، ليجد نفسه في مواجهة قساوة الهجرة، وأمام تجارب من شأنها أن تغير مجرى حياته إلى الأبد الشريط وبالرغم من طابعه التخييلي، فإنه حمل العديد من بصمات الفيلم الوثائقي، حيث قدم المخرج قصته الشخصية، انطلاقا من الفقيه بنصالح الي ايطاليا مع كل ما تحمله هذه الرحلة من معاناة مرتبطة بعالم المهجرة المخرج اعتمد على افراد عائلته وجيرانه لتأدية نفس ادوارهم في الحياة، وبالرغم من عدم الاعتماد على ممثلين محترفين، فإن الاداء تميز في العديد من المشاهد بالصدق والعفوية، ويبقى المشهد الاخير في الفيلم لوحة جميلة، حيث صور المخرج ابناء الدوار وهم يشاهدون انفسهم في الفيلم عبر الشاشة حيث عكست ابتسامات الاطفال كل الإدهاش الذي يمكن ان تقدمه السينما لجمهورها,