في إطار فعاليات الدورة ال18 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، تم عرض شريط "بلدي هي بلدي" للمخرج عادل عزاب، الذي يقدم من خلاله قصة نجاح شخصية تتطرق إلى قضية الهوية الثقافية للمهاجرين. ويحكي الشريط الطويل (74 دقيقة)، وقصته مقتبسة من الواقع، قصة عادل، الطفل الذي نشأ في إحدى بوادي الفقيه بنصالح، قبل أن يلتحق وهو في سن الثالثة عشر بوالده، المهاجر بإيطاليا، ليجد نفسه في مواجهة قساوة الهجرة، وأمام تجارب من شأنها أن تغير مجرى حياته إلى الأبد. وقدم المخرج (29 سنة)، من خلال هذا الشريط، سيرته الذاتية، انطلاقا من مدينة الفقيه بنصالح إلى إيطاليا، مع كل ما تحمله هذه الرحلة من معاناة مرتبطة بعالم المهجر. ويقوم أخوه الأصغر بدور الطفل عادل، بينما يلعب المخرج نفسه دور عادل في الكبر. كما يتناول الفيلم الأوجه المختلفة للهجرة ويركز على مسألة الهوية الثقافية، والسبل التي يجب تبنيها ليتم الاعتراف بالمهاجر وليجد لنفسه مكانا في المجتمع. وقال المخرج المغربي المقيم بايطاليا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء "عندما هاجرت إلى إيطاليا في سنة 2001 ، عانيت من عدة مشاكل نفسية. لقد كنت متأرجحا بين ثقافتين، ثقافة بلدي الأصلي وثقافة البلد المضيف إيطاليا"، مضيفا أنه "بعد ذلك، قررت أن أقترب من الناس للتعرف علي، ولحكاية قصتي". وأشار إلى أنه قرر في سنة 2011 إنجاز هذا الشريط بتمويل جماعي، وذلك على الرغم من كل العقبات التي واجهها، قبل أن يصبح مخرجا ومؤطرا للقاصرين غير المصحوبين، وتصبح سيرته الذاتية قصة نجاح حقيقية. وقد سبق أن تم عرض الشريط في مجموعة من المهرجانات العالمية، حيث فاز بعدة جوائز منها جائزة "الحدود المفتوحة" في مهرجان "فينطوطين" السينمائي، وجائزة "أفضل فيلم عربي" في مهرجان البحر الأبيض المتوسط ب الإسكندرية. وقبل تقديم شريط "بلدي هي بلدي"، تم عرض الشريط القصير "تيكيتة السينما" للمخرج أيوب اليوسفي ( 29 دقيقة)، في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان الذي ينظمه المركز السينمائي المغربي تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتدور قصة الفيلم القصير في مدينة أزمور، حيث تقدم سينما "مرحبا" آخر عرض قبل إغلاقها، فيلم "الرجل العنكبوت". ويقرر الطفل حسن، ذو الأحد عشر ربيعا حضور العرض، لكنه لا يتوفر على فلس واحد، كما أن والدته ترفض ذهابه للسينما. رغم كل ذلك، لا تنتاب حسن سوى فكرة واحدة : مشاهدة الفيلم مهما كلفه الأمر. وأوضح المخرج أن أحداث الفيلم تتطرق إلى معاناة النساء العازبات ونضالهن من أجل تربية أبنائهن، بالإضافة إلى مأساة إغلاق دور السينما بالمغرب. ويتنافس 15 فيلما في فئة الأفلام القصيرة وعدد مماثل في فئة الأفلام الطويلة لكسب حظوة لجنة التحكيم والفوز بإحدى الجوائز التي يتم منحها لأفضل الإنتاجات السينمائية الوطنية.