مع حلول كل فصل ربيع يعاني العديد من الأشخاص من مرض الحساسية الناتجة عن حبوب اللقاح التي تفرزها الأشجار في الهواء في هذا الفصل أو الغبار، غير أن أعراض مرض الحساسية تتشابه نوعا ما مع فيروس كورونا وهو ما يترك مجال الشك قائما. وحول كيفية التمييز بين الحساسية الموسمية لفصل الربيع والإصابة بفيروس كورونا، قال الاختصاصي في أمراض التنفسية والفيروسات، جمال الدين البوزيدي، إن بعض الأعراض تتشابه لكن لا تكون مصحوبة بارتفاع في درجات حرارة الجسم وفقدان حاستي الشم والذوق والعياء وآلام في المفاصل كما يحصل عند الإصابة بفيروس كورونا. وأضاف البوزيدي، في تصريح هاتفي لموقع القناة الثانية، أن الحساسية الموسمية لفصل الربيع هي مرض مزمن يصاحب الشخص طيلة حياته وتتطور لتصل إلى مرحلة الربو، مفسرا أن "أعراض الحساسية الموسمية التي تنطلق في شهر فبراير وتنتهي في يونيو تظهر في الرغبة بالعطس المستمر، سيلان وحكة في الأنف، دموع العينين واحمرارهما مصحوبة بالحكة وفي الأذن كذلك واحتقان الحلق". وأبرز البوزيدي، إن "آخر الدراسات المسجلة في المغرب تفيد أن 15 بالمائة من السكان يعانون من مرض الحساسية الموسمية وفي غالبية الأحيان يصاب بها الأشخاص منذ مرحلة الطفولة وتصاحبهم طيلة حياتهم". وأوضح أنه من "بين المسببات الإصابة بحساسية الربيع هو التعرض للمهيجات الهوائية المتضمنة لحبوب لقاح الأزهار التي تزهر في الفصل الربيع"، وللوقاية أوصى الأخصائي ذاته، بالابتعاد عن الأزهار والأشجار والفضاءات الطبيعية، بهدف تجنب تنفس الهواء الممتلئ بالغبار واللقاح. وعرج المتحدث ذاته، إلى طرق العلاج من الحساسية الموسمية والاحتياطات اللازمة، ونصح "بضرورة القيام بمراقبة طبية بغرض تشخيص المرض في الوقت المناسب عن طريق تحاليل مخبرية دقيقة لتحديد نوعية المهيجات الهوائية المسببة لهذه الحساسية"، وتابع، أنه "بعد مرحلة التشخيص توصف أدوية طيلة فصل الربيع وهي عبارة عن مضادات استامينيك للتخفيف من الألم ويتم تتبع الوضع الصحي للمريض حتى لا يصل إلى مرحلة الربو". وحذر الأخصائي ذاته، المريض بالحساسية من إهمال وضعه الصحي وعدمه مراقبته بشكل منتظم"، مشيرا إلى أن "حياة المصاب بالحساسية تصبح في خطر قد تصل إلى مرحلة وفاة خاصة عند الشعور بأزمة حادة في التنفس"، مشددا على أن "الإهمال لهذا المرض عند فئة الأطفال فإنه يتسبب لهم في ضعف الذكاء لأن الجهاز الدماغي لا تصل إليه الكمية الكافية من الأوكسجين الذي يحتاجه مما ينعكس على مردودية التعليم عند هاته الفئة وهذا الأمر تغفله بعض الأسر عن أبناها".