أعلنت وزارة الصحة مطلع الأسبوع الجاري عن اكتشاف أول حالة إصابة واردة بالسلالة المتحورة لفيروس كورونا المستجد لدى مواطن مغربي قادم من ايرلندا على متن باخرة انطلقت من ميناء مارسليا، حيث تم وضعه تحت العزل الصحي بالدار البيضاء، وتم التعامل معه ومع مخالطيه وفقا للبروتوكول الصحي الجاري به العمل في بلادنا. فكيف تطور أمر السلالة الجديدة لفيروس كورونا، ما مدى فعالية فحص PCR في الكشف عن إصابة الشخص بهذه السلالة الجديدة، وهل سيتم اعتماد إجراءات وقائية جديدة؟ الجواب في الحوار الثالي ضمن فقرة 3 أسئلة مع البروفيسور كمال مرحوم الفيلالي، رئيس مصلحة الأمراض الوبائية والتعفنية بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء: كيف تطور أمر السلالة الجديدة لفيروس كورونا، وهل هذا الأخير سيشهد طفرات أخرى مستقبلا؟ من الطبيعي أن تحدث طفرات في سلالات كورونا بحكم الطابع المتحول للفيروس، وأشير هنا إلى أن هذا الأخير عرف تغيرات كثيرة منذ ظهوره أول مرة في الصين، واليوم العالم يواجه 3 سلالات لفيروس كورونا تختلف فيما بينها، حيث نجد السلالة البريطانية، الجنوب إفريقية والبرازيلية. هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها سلالة جديدة للفيروس، لكن الذي يميز هذه السلالة عن سابقاتها، هو حدوث تغييرات على بروتين "سبايك"، سريعة الانتشار بنسبة 70 في المائة أسرع من السلالة الحالية للفيروس، إلى جانب أنها تصيب الفئات الأقل من 18 سنة. إلى حدود اليوم اللقاحات المتوفرة حاليا هي فعالة ضد الفيروس، لكن شريطة عدم حدوث تغييرات كبيرة على بروتين "سبايك" للفيروس مستقبلا. هل سيتم اعتماد اجراءات احترازية جديدة خاصة أن بعض الدول الأوروبية تتحدث عن كمامات جديدة خاصة بهذه السلالة؟ في اعتقادي أن الإجراءات الاحترازية المعتمدة حاليا هي كافية للوقاية من الإصابة بالسلالة الجديدة لفيروس كورونا، لكن شريطة الالتزام الجيد بها، من خلال وضع الكمامات بشكل صحيح، التباعد الاجتماعي، غسل اليدين وغيرها. ما مدى فعالية فحص PCR في الكشف عن إصابة الشخص بالسلالة الجديدة لفيروس كورونا؟ تحاليل PCR تمكن من الكشف عن إصابة الشخص بفيروس كورونا، لكن لا تحدد هل الشخص مصاب بالسلالة القديمة أو الجديدة، من أجل ذلك يجب إجراء فحص ثاني لجينات الفيروس، وهذا الفحص تقوم به فقط المختبرات الوطنية المرجعية وليس جميع المختبرات. حاليا في المغرب، أي مواطن أحس بأعراض فيروس كورونا، فإنه يقوم بالمسحة العادية PCR وإذا تأكدت إصابته فإنه يتبع برتوكول العلاج المعتمد، أما فحص جينات الفيروس فإن وزارة الصحة هي من تتكلف به في إطار إجراءات رصد انتشار السلالة الجديدة على الصعيد الوطني.