أكد البروفيسور عبد الله بادو، أستاذ باحث في علم المناعة بكلية الطب والصيدلة جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أنه حين نتحدث عن سلالة جديدة من فيروس "سارس كوف 2" يعني الفيروس الذي يعطي مرض كوفيد 19، قائلا "يعرف على الفيروسات أنها تتغير بشكل طبيعي ودائم، وتحدث طفرات في الجينات التي تعطي بروتينات التي قد تجعل الفيروس قادرا على أن يحدث مرضا مخالفا شيئا ما للمرض التي تسببه السلالة الأولى، ويلاحظ هذا التغيير في سرعة انتشار الفيروس أو في حدة المرض أو في حدة الإماتة. وأفاد بادو، أن الجديد في هذه السلالةالجديدة في فيروس "سارس كوف 2"، هو أنه حدثت تغييرات أكبر من التغيرات التي تحدث في الأوقات العادية، وهنا نتحدث عن 23 تغيير يعني طفرة، التي تغيرت فيها هذه الجينات،، و حدثت فيها هذه الطفرات، التي أعطت بروتينات متغيرات، ( لأن البروتينات تتكون من خلال الجينات)، وبالتالي البعض من هذه التغيرات حدثت في بروتين يسمى "سبايك بروتين"، والتي تلعب دورا مهما في دخول الفيروس عبر مستقبلات معينة ليحدث عدوى ومرض لدى الأشخاص. ومن جانب آخر، يقول البروفيسور بادو، فإن من بين البروتينات التي شهدت تغير هو "سباك بروتين"، الذي يساعد الفيروس على استعمال مستقبلات الخلايا حتى يتمكن من الدخول ويحدث المرض، وهذا ما يقلق العلماء، لأن بروتين سباك هي مهمة جدا، مهمة لا من ناحية العدوى التي يقوم بها داخل الخلايا، ولا من ناحية فعالية اللقاحات، موضحا أن هناك لقاحات عديدة اعتمد عليها العلماء من خلال استهداف هذا البروتين. وبالتالي حدوث طفرات فيها قد يعني وجوب تغيير طريقة تطوير اللقاحات وتعديلها لاستهداف البروتين الجديد تحديدا، لكن وجب التأكيد أن التغيرات التي حدث في هذه البروتين تبقى لحد الآن تغييرات طفيفة، وبالتالي لا يمكنها أن تؤثر على فعالية اللقاحات التي تم تطويرها لحد الآن. وتابع الباحث في علم المناعة، أن التخوف هو بما أن البروتيين سبايك يعرف تغيرات، فإن الأجسام المضادة التي سوف تنتج بعد التطعيم قد لا تظل لديها فعالية، لكن ما أثبت علميا، هو أن هذه الطفرات الجديدة تجعل من الفيروس سنتشر بشكل سريع، أي ما بين 40 و 70 في المائة، أي أسرع من السلالة الأصلية. لكن، يضيف متحدثنا، أن التخوف عند العلماء هو بما أن هذه السلالة من الفيروس تنتشر بسرعة كبيرة سيصبح لدينا عدد كبير من الأشخاص المصابين بالفيروس، وهذا يقول، ما جعل العديد من الدول تغلق الحدود الجوية لاسميا مع المملكة المتحدة. ومن جهة أخرى، أوضح المتحدث نفسه، أن الجانب الإيجابي يعني أنه لحد الآن لا توجد معطيات علمية تؤكد أن الفيروس الجديد يعطي نسبة إماتة أكبر، ومرض أخطر ، مضيفا أنه لحد الآن ماهو واضح هو أن هذه الطفرات الجديدة أعطت لهذا الفيروس قوة لكي ينتشر بسرعة أكبر لكن ليس هناك مرض أكبر وأشرس أو أعراض خطيرة. وأردف الخبير في علم المناعة قائلا :"الحمد لله الأهم من هذا لحد الآن أن هناك إجماع العلماء على أن الطفرات التي وقعت في البروتيين (س) لا يظن العلماء أنها ستجعل من اللقاحات التي أنتجت لحد الآن غير قادرة على حماية الأشخاص، فاللقاحات ستعمل بنفس الطريقة ، لان الوقت التي تتم إثارة استجابة مناعية ضد الفيروس لا سيما ضد بروتيين سباك، لا يتم إنتاج أجسام مضادة ضد واحد من المنطقة المعنية من البروتاين، وبالتالي إذا كان تغيير في أحد الجوانب فسيتم في جوانب أخرى التي لم تتغير ، وهذا جانب إيجاني واللقاحات بإذن الله ستكون فعالة. وأكد بادو، أن هذا التغيير زرع نوعا من الخوف في صفوف العلماء، لأنه تغيير مهم نسبيا مقارنة مع التغيرات التي أحدثت في السلالات الأخرى، التي أنتجت في فيروس "سارس كوف 2"، مشيرا إلى أن الفيروسات تظل تتكاثر ، وكلما تكاثرت الفيروسات تحدث طفرات، إلا أن هذه التغيرات لا تكون كبيرة في معظم الأحيان، مؤكدا أنه رغم أن عدد هذه التغيرات شملت 23"نيكلوتين" إلا أن هذه السلالةالجديدة لا تعطي مرض أخطر أو نسبة إماتة أكبر ، وكما يعني أن هناك إجماع بين العلماء على أن اللقاحات ستبقى فعالة ضد السلالةالجديدة.