أكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، السيد عبد الله بوصوف، أن المكتبة الرقمية التي يعدها المجلس في إطار مشروعه لتأهيل الجالية المغربية بالخارج للترافع في قضية الصحراء المغربية، سترى النور قريبا. وقال السيد بوصوف في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المجلس يعمل حاليا على رقمنة الكتب والمؤلفات والأطاريح التي تناولت قضية الصحراء المغربية من كل جوانبها القانونية والتاريخية والجغرافية والسياسية، بأكبر عدد من اللغات، حيث ستكون هذه المكتبة الرقمية جاهزة في غضون شهرين على الأكثر. وأوضح أن إعداد هذه المكتبة يأتي في إطار سعي مجلس الجالية المغربية بالخارج لمرافقة مغاربة العالم ومدهم بالمادة العلمية والمعلومات السياسية والاجتماعية والثقافية والتاريخية والجغرافية حول الصحراء المغربية والنزاع المفتعل بخصوصها، وذلك بغية توظيفها في الترافع سواء في مواجهة +البوليساريو+ في المحافل الدولية، أو لتنوير الرأي العام والمجتمع المدني الأوروبي والأمريكي الذي يتم تغليط جزء منه من طرف خصوم الوحدة الترابية للمملكة. وحسب المتحدث، فإن الأمر يتعلق هنا بالعديد من الوثائق والأبحاث العلمية والمؤلفات المتوفرة باللغات العربية والفرنسية والإسبانية، التي تؤكد على حق المغرب في صحرائه، وتبرز الجهود التي تبذلها المملكة على جميع المستويات لتنمية أقاليمها الجنوبية، وانخراط ومساهمة الصحراويين أبناء المنطقة أنفسهم في هذه الجهود. وأشار إلى أنه سيتم وضع هذه المكتبة الرقمية رهن إشارة الجالية المغربية بالخارج، وكذا رهن إشارة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي التي "لابد أن نعزز حضورنا فيها لتقديم الحجج التي تدعم حقنا في الصحراء، ولتفنيد الأخبار الزائفة التي يروج لها خصوم الوحدة الترابية للمملكة في إطار الحرب الإعلامية". السيد بوصوف أكد أيضا حرص المجلس على توفير هذه المادة العلمية بمختلف اللغات الأوروبية، لاسيما الإيطالية والبرتغالية والألمانية لتيسير توفير أجوبة على الأسئلة التي يطرحها الرأي العام في الدول الناطقة بهذه اللغات بخصوص قضية الصحراء المغربية، من أجل تنويره ودحض دعاوى الأطروحة الانفصالية التي تعمل على تغليطه. وفي جوابه على سؤال حول الدور الذي يضطلع به أبناء الجالية المغربية بالخارج في الدفاع عن القضايا الوطنية، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية للمملكة، أكد السيد بوصوف أن مغاربة العالم يعبرون دائما عن روح وطنية عالية وعن تشبث وثيق بكل قضايا وطنهم ومن ضمنها قضية الصحراء المغربية. وذكر في هذا الصدد بأن 138 من أفراد الجالية المغربية بالخارج كانوا قد شاركوا في حدث المسيرة الخضراء سنة 1975. وأكد أن مغاربة العالم كانوا وما زالوا في الصفوف الأمامية للدفاع عن القضية الوطنية الأولى، مشيرا في هذا الإطار إلى المظاهرات العديدة التي نظمها أبناء الجالية مؤخرا بكل من باريس وبوردو وبروكسيل وكندا دفاعا عن عدالة قضية الوحدة الترابية للمملكة، وتثمينا للنجاحات التي حققتها الدبلوماسية المغربية. واعتبر الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، أنه إذا كان من السهل القول بمغربية الصحراء داخل المملكة، باعتبار ذلك أمرا بديهيا ومسلما به، فإن مغاربة العالم يضطلعون بمهمة أصعب تتمثل في مواجهة خصوم الوحدة الترابية في الخارج وجها لوجه بما يتطلبه ذلك من تضحيات. وأشار في هذا الصدد إلى أن هناك من أبناء الجالية المغربية بالخارج من الجيل الأول من ينفق من ماله الخاص منذ سنة 1975 لخدمة القضية الوطنية، كما أن هناك منهم من يعرض نفسه اليوم للخطر لأن عصابات +البوليساريو+ لا تتورع عن استعمال السلاح الأبيض والهراوات في المظاهرات التي ينظمها أبناء الجالية في الخارج دفاعا عن قضية الوحدة الترابية للمملكة، مثلما حدث مؤخرا في تظاهرة باريس التي تعرضت فيها نساء مغربيات للاعتداء على يد موالين +للبوليساريو+. وفي جوابه على سؤال حول آخر المستجدات بخصوص اتفاقية الشراكة التي وقعها مجلس الجالية المغربية بالخارج مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأكدال بالرباط، قال السيد بوصوف إنه سيتم خلال الأسبوع المقبل، إطلاق استمارة التسجيل لفائدة كل من يرغب في تطوير قدراته الترافعية من مغاربة العالم عبر الاستفادة من التكوينات التي ستقدم لهذه الفئة في إطار هذا الاتفاق. وأبرز أن الأمر يتعلق بتكوينات أكاديمية سيقدمها أساتذة جامعيون وأكاديميون باللغات العربية والفرنسية والاسبانية والدارجة المغربية أيضا، مشيرا إلى أنه سيتم في هذا الصدد إنتاج مجموعة من المواد العلمية التعليمية في ما يتعلق بالحقائق حول الصحراء المغربية. وأضاف السيد بوصوف أنه يتم حاليا التأسيس لسلك "ماستر" يهتم بقضايا الصحراء المغربية سيفتح في وجه مغاربة العالم، وسيتم الشروع في التكوين فيه عن بعد لظروف الجائحة، وذلك عبر المنصات الإلكترونية للكلية ولمجلس الجالية المغربية بالخارج، إلى جانب شق حضوري في الدول الأوروبية على اعتبار توفر مجموعة من الأساتذة الجامعيين من أبناء الجالية المقيمة بأوروبا. وخلص الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج إلى أن كل هذه المعطيات والمبادرات ستمكن من تعزيز دور مغاربة العالم في الدفاع عن قضية الصحراء، وهم الذين ما فتؤوا يؤكدون تجندهم الراسخ وراء جلالة الملك محمد السادس للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.