تزامنا مع التطورات التي تعرفها قضية الوحدة الترابية للمملكة بعد تدخل القوات المسلحة الملكية في معبر الكركرات، وقع مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال بالرباط اتفاقية شراكة لإطلاق مشروع تأهيل الجالية المغربية بالخارج للترافع في قضية الصحراء المغربية. وقال عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، في كلمة بمناسبة توقيع الاتفاقية في مقر ملحقة كلية الحقوق بالرباط، إن المشروع الذي أطلقه المجلس يهدف إلى تقوية القدرات الترافعية لمغاربة العالم في قضية الوحدة الترابية للمملكة، سواء على المستوى القانوني أو تشبيك العلاقات، من أجل تقديم حقيقة ما يجري على أرض الواقع في الصحراء، ودحض الأكاذيب التي تنشرها البوليساريو. وأضاف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج أن مغاربة العالم يوجدون في الصفوف الأمامية للدفاع عن قضية الوحدة الترابية للمغرب منذ خمس وأربعين سنة، غير أن التطورات التي يعرفها هذا الملف تتطلب تعزيز قدراتهم، موردا أنه "من السهل القول إن الصحراء مغربية في المغرب، ولكن يصعب ذلك في باريس وبروكسل وغيرهما، لأنك تجد نفسك في تماس مباشر مع الانفصاليين". وفي تصريح لهسبريس، أبرز بوصوف أن اتفاقية الشراكة التي وقعها المجلس مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط، ستمكّن من تقوية القدرات الترافعية للجالية المغربية بالخارج، مضيفا أن مختلف التحركات التي انخرط فيها أفراد الجالية خلال الأيام الأخيرة عقب التدخل المغربي في معبر الكركرات، أبانت عن الروح العالية التي يتمتعون بها لمواجهة الأطروحة الانفصالية. وأردف بوصوف أن إطلاق مشروع تأهيل الجالية المغربية بالخارج للترافع في قضية الصحراء المغربية، جاء ليسد بعض النقص الحاصل على مستوى تملّك المادة المعرفية، خاصة في بعض اللغات مثل الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والبرتغالية، مبرزا أن هذا النقص سيتم تداركه اعتمادا على الجامعة وعلى الأساتذة والباحثين والأكاديميين. وتابع بأن الاتفاقية المبرمة مع كلية الحقوق أكدال بالرباط، سيتم تفعيلها في الميدان وستكون فعالة وناجعة، كما أنها ستفتح المجال لفتح مسالك دراسية جامعية حول قضية الوحدة الترابية للمغرب، بهدف توسيع الاشتغال على المعارف في هذا المجال لمواجهة أطروحة انفصاليين جبهة البوليساريو. وأشار بوصوف إلى أن مجلس الجالية المغربية بالخارج سبق أن انخرط في أعمال أخرى للتعريف بقضية الوحدة الترابية للمغرب، حيث أنجز "أوبريت" لخمسة عشر فنانا وفنانة في مختلف أنحاء العالم، ومجموعة من أعمال الفن التشكيلي المستمدة من الخطب الملكية، وبرامج وثائقية بالفرنسية ستتبعها برامج بلغات أخرى. فريد الباشا، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال بالرباط، قال من جهته إن اتفاقية الشراكة الموقعة بين الكلية ومجلس الجالية المغربية بالخارج، تأتي في إطار تمتين العلاقات بين المؤسسات الجامعية ومحيطها ومختلف الفاعلين، وستمكن من مواكبة خطوات الباحثين في الدفاع عن القضية الوطنية في الداخل وفي أوساط الباحثين من المغاربة القاطنين بالخارج. وأكد الباشا أنه سيتم بموجب اتفاقية الشراكة المذكورة دعم كل المبادرات التي تساهم في الترافع في قضية الوحدة الترابية للمملكة، وإبراز أن كل المبادرات التي يتخذها المغرب لحماية سيادته ووحدته الترابية تتم في إطار الشرعية الدولية. ومن بين المحاور الأساسية التي يستهدفها مشروع تأهيل الجالية المغربية بالخارج للترافع في قضية الصحراء المغربية، تطوير المكتسبات المحققة في بناء وعي الجالية في موضوع تاريخ الصحراء المغربية، وتمكين الجالية من تاريخ القضية وأهم محطاتها والسياق الدولي الذي يحكمها. كما يركز المشروع أيضا على توضيح التكامل الجغرافي والجيولوجي، والحضارة ما قبل التاريخ في الصحراء، والعمل على توضيح جغرافية الصحراء المغربية وتمكين الجالية من فهم المناطق التي يطالب بها الانفصاليون، واستحالة تحقيق ذلك من وجهة نظر الجغرافيا والتاريخ والقانون والشرعية الدولية، وتمكين الجالية من فهم مقومات قيام الدول واستحالة قيام دولة البوليساريو علميا وقانونيا.