كثر الحديث عن الإجهاد المهني الذي يعاني منه عدد من الأشخاص بعد سنوات من العمل، يشعرون عقبها بإجهاد على المستوى النفسي والذهني، لكننا اليوم أصبحنا نتحدث عن إجهاد في أوساط طلبة في مقتبل العمر، حيث يعيش عدد كبير هذه الحالة النفسية، وخاصة المجتهدين منهم، ويظهر ذلك على شكل أعراض جسدية وذهنية ونفسية كما تشرح الدكتورة لبنى بوحولي. فعلى المستوي الجسدي يشعر الطالب بعياء وآلام في الظهر أو على مستوى البطن وغيرها من مناطق الجسم، وفي الجانب الذهني تنخفض القدرة على التركيز وسرعة البديهة وتلقي المعلومات الجديدة، أما الجانب النفسي، فقد يظهر على شكل حالات شبيهة بالاكتئاب أو عزلة أو اضطرابات في النوم وفي الشهية. الدكتورة بوحولي تقول إن أسباب وصول الطالب إلى مرحلة الإجهاد النفسي عديدة، وهي مرتبطة بالتغير المجتمعي الذي نعيشه، حيث أصبح الطالب يعاني من ضغط كبير لأنه مطالب بالحصول على نقط عالية خصوصا في الباكالوريا، والآباء يلعبون دورا في زيادة الضغط دون أن يشعروا بذلك، وفي هذا الإطار، تدعو الدكتورة بوحولي إلى إعادة التفكير فيما نريده من أبنائنا، لأن الكل بات يبحث عن "المثالية" ويصنع قالبا واحدا يقفد الطالب قيمته إذا لم يدخل فيه ويخضع لشروطه، والصحيح أن نبني إنسانا يستمتع بما يقوم به ويحس بقيمته في المجتمع. يلعب التوجيه السليم للمسار الدراسي دورا مهما، وليس عيبا أن يحصل خطأ في هذا التوجيه كما تؤكد الدكتورة لبنى بوحولي، حيث يمكن أن يبحث الطالب عن آفاق جديدة، المهم كما أشرنا هو أن يكون سعيدا ومستمتعا بما يقوم به، لأن الوصول إلى مرحلة الإجهاد النفسي عند الشباب قد تؤدي إلى الإدمان على المواد المخدرة. المزيد من التوضيحات في هذا العدد من "صباحيات".