أدّت أزمة انتشار فيروس "كورونا" بتندوف والحصار الذي تفرضه الجزائر بعد إغلاق معابرها وتقييد حركة التنقل مع المخيمات، إلى تفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وتصاعد الاحتجاجات ضد الظروف المعيشية لساكنة المخيّمات. القيادة الانفصالية وبعد صمتها على قرار فرض الحصار، خرجت بلغة التهديد والوعيد ضد الساكنة الغاضبة، على لسان القيادي بجبهة "البوليساريو"، مصطفى السيّد، الذي قال إنه "مع كورونا وما ينتجه التعامل معها وتدبير مخاطرها وما يخلقه من مظاهر مشينة ويسبب من آثار وأعراض، ينقلب التحدي على عقبيه ليصبح أما كبح جماح تلك الآثار السيئة والظواهر المعيبة أو إعلان الفشل والتصريح بالعجز". ووصف المتحدث في مقال نشره على موقع إلكتروني، احتجاجات الساكنة ب "ظواهر السيبة وقطع الطرق"،معتبرا أن هذه الظواهر، في إشارة منه إلى احتجاجات ساكنة المخيمّات القلقة من تفاقم الأوضاع، بعد فشل قيادة الجبهة الإنفصالية في تدبير أزمة "كورونا" وعدم قدرتها على الاعتراض على قرار السلطات الجزائرية، "ليست بغريبة على مجتمعنا البدوي الأصول، فقد عرف أزمانا من فقدان القانون أو نظام الغابة والحروب القبلية". وأشار القيّادي الانفصالي أن القوانين التي تفرضها جبهة البوليساريو هي "جزء من قانون ونظام الحليف (الجزائر)"، مؤكدا أنه في الوقت الذي لا تتساهل فيه الأخيرة في "أمنها" و"قوانينها"، تتغاضى جبهة البوليساريو "عن عبث العابثين بمصداقيتنا وهيبة مشروعنا"، على حد تعبيره، متهمّا الأصوات المحتجّة على الوضع داخل مخيمات تندوف ب"الصعلكة والارتزاق". "منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي" في مخيمات تندوف، المعروف اختصارا ب"فورساتين"، قال في بيان له إن قرار إغلاق جميع المعابر على مخيمات تندوف، الذي أعلنته الجزائر "خلق موجة من الغلاء وندرة المواد داخل المخيمات التي لا تنتج ولا تصنع، بل تعيش على مساعدات إنسانية تمر هي الأخرى من منظار المراقبة الجزائرية". ودق المنتدى ناقوس الخطر حول تفاقم معاناة الصحراويين، مؤكدا أن الوضع "على شفا مجاعة وعطش قاتلين"، في وقت تخلت فيه قيادة "البوليساريو" عن الساكنة ولم تتفاعل مع احتياجاتها الضرورية؛ لأنها لا تستطيع أن تقف في وجه قرارات الجزائر. ودفع استمرار الحصار الجزائري وصمت قيادات جبهة "البوليساريو" الانفصالية، ساكنة المخيمات إلى مراسلة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، بشأن الظروف المعيشية المزرية التي تعيشها، بسبب الإجراءات التي فرضتها السلطات الجزائرية على المخيمات. واعتبر المنتدى أن هذه المراسلة هي بمثابة رسالة مباشرة "تقطع وساطة جبهة "البوليساريو" لعقود، ووصايتها المزعومة على الساكنة بأمر جزائري ودعم من النظام الجزائري نفسه".