دعا الوزير المستشار برئاسة جبهة "البوليساريو" الانفصالية، البشير مصطفى السيد، إلى استقالة جماعية لقيادة الجبهة في "حال فشلها في فرض الانضباط العام" الذي تعيشه المخيمات بالجنوب الجزائري، بعد النقص الحاد في المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب، وظهور العديد من الاحتجاجات والانفلات الأمني لقلة بعد الحصار الذي فرضته الجزائر على المخيمات خوفا من تفشي فيروس "كورونا". وفي مقال نشرته العديد من المواقع التابعة لجبهة "البوليساريو"، أكد البشير مصطفى السيد، أن الرهان كان هو "القفز خارج أوحال التسيير المفلس" للقيادة. وعند ظهور "كورونا" وما ينتجه التعامل معها وتدبير مخاطرها وما يخلقه من مظاهر مشينة، ويسبب من آثار وأعراض؛ ينقلب التحدي على عقبيه ليصبح أما كبح جماح تلك آثار السيية والظواهر المعيبة أو إعلان الفشل والتصريح بالعجز للقيادة". وأصاف في مقاله الذي لاقى تجاوبا كبيرا داخل المخيمات، أن "ظواهر الصعلكة والسيبة وقطع الطرق ليست بغريبة على مجتمعنا البدوي الأصول، فقد عرف أزمانا من الفوضى وانعدام النظام وفقدان القانون أو نظام الغابة والحروب القبلية وأطياح والغزيان تتخللها فترات من الإجماع على ضرورة إعمال جملة أعراف وعقوبات سنها حكماء مجالس الأربعين". يأتي مقال البشير مصطفى في ظل أوضاع وصفتها قيادات داخل الجبهة ب"الكارثية" بعد أن طبق الجيش الجزاذري حضرا شاملا على المخيمات، ومنع أى خروج أو دخول إليها، مع قلة في المياه الصالحة للشرب وكذا قلة في المواد الغذآئية بعد تعطل كل شريان الامدادات سواء من الجزائر أو من غيرها بفعل توقف الحركة التجارية في أغلب دول العالم. وحسب موقع a rel="noreferrer noopener" aria-label=""المصتقبل الصحراوي" (يُفتح في علامة تبويب جديدة)" href="http://futurosahara.net/?p=54326" target="_blank""المستقبل الصحراوي" التابعة لجبهة "البوليساريو" فإن سكان المخيمات "أطلقوا نداءات استغاثة في الأيام الأخيرة بعد نفاذ مخزون بعض المواد الغذائية الرئيسية بسبب واقع الحصار الذي فرضته جائحة فيروس كورونا في الكثير من المناطق". وَوُجهت العديد من الانتقادات إلى قيادات "البوليساريو" لعدم قدرتها على تأمين الغذاء للصحراويين في المخيمات، وتساءل العديد منهم في مقالات نشرت في مواقع تابعة للجبهة إن كان سكان المخيمات يعيشون a rel="noreferrer noopener" aria-label=""أزمة قيادة" (يُفتح في علامة تبويب جديدة)" href="http://futurosahara.net/?p=54378" target="_blank""أزمة قيادة" كما كتب الديش محمد صالح. وطبقت السلطات الجزائرية حجرا صارما على مخيمات "البوليساريو" ومنعتهم من التوجه إلى مدينة تندوف أو التحرك إلاّ في إطار جغرافي محدد، مما جعل العديد من الصحراوين ينتفضون ضد قياداتهم في ظل غياب شبه كلي للمواد الغذائية وقلة المياه وانتشار الفقر المدقع، وتفشي الأمراض في مواشي المخيمات. وطالب العديد من سكان المخيمات من الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، التدخل لفك الحصار المفروض عليهم، وكذا مساعدة المخيمات التي تعاني أزمة غذاء ومياه، وأمراض تتفشى في ظل وضع مزري ينبئ بخروج الأوضاع عن السيطرة إن طالت الأوضاع عن هذا النحو.