في الوقت الذي قرر المغرب فرض حالة الطوارئ الصحية ودعت الحكومة المواطنين إلى البقاء في بيوتهم كوسيلة لإبقاء فيروس كورونا تحت السيطرة ارتأى موقع القناة الثانية أن يطل على قراءه بحوارات مع مختلف الشخصيات السياسية والتربوية والفنية والرياضية والثقافية، وذلك لتسليط الضوء على برنامجهم اليومي خلال فترة الحجر الصحي. وفي هذا الإطار، حاور موقع القناة الثانية أمين السعيد أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس بخصوص برنامجه اليومي خلال فترة الحجر الصحي وذلك قصد مشاركة تجربته مع قراء الموقع.. إليكم نص الحوار.. بصفتكم أستاذا جامعيا نعلم أن وزارة التعليم العالي اختارت في ظل الاجراءات الاحترازية للوقاية من كورونا تقنية التدريس عن بعد كيف تعاملتهم مع هذا القرار؟ أعتبر نفسي أنني مازلت أشتغل بإستمرار في ظل هذه الفترة، كما اني مازلت أمارس مهامي كأستاذ جامعي من خلال تقنية التدريس عن بعد؛ حيث أخصص حصة في الأسبوع عبر تقنية اللايف موجهة لطلبتي في مادة حقوق الانسان والحريات العامة، ويمتد الحيز الزمني للمحاضرة بين 60 دقيقة أو اكثر او اقل على حسب محاور وعناصر الحصة. كما هو معلوم، أن المحاضرة تتطلب مني تحضيرا قبليا، أعتكف ثلاثة أيام بشكل متواصل لتحضيرها من خلال البحث في المراجع والكتب والمصادر القانونية، وتنقيح بعض المعطيات أو بعض التحليلات الجديدة؛ خاصة وأن المادة التي اضطلع بتدريسها هي مادة حقوق الانسان والحريات العامة، إذ يتعين اعادة قراءة الاتفاقيات الدولية وكذلك أعادة الاطلاع على الموقف المغربي بخصوص تحفظه ومصادقته، وكذلك الاعلانات الجديدة التي قدمها المغرب بخصوص هذه الاتفاقيات في السنوات الأخيرة، وبالتالي فهي مادة تقنية ومادة واسعة تتطلب الالمام بكل جوانبها، كل ذلك يأخد حيزا كبيرا من الوقت اليومي (مابين 50 و60% ) مخصص للعمل والتدريس. قلتم أنكم تلقون المحاضرات عبر تقنية "اللايف" في الفايسبوك"..ماهي ردود فعل الطلبة وهل هناك إقبال على المحاضرات التي تقدمها؟ أكيد جميع المحاضرات التي ألقيها على طلبتي عبر تقنية اللايف في الفايسبوك تلقى إقبالا كبيرا، هناك محاضرات وصلت إلى 30 ألف مشاهدة وأخرى 28ألف و أخرى20 ألف مشاهدة. هناك تجاوب كبير من طرف الطلبة، حيث يوجهون أسئلة كما لو أننا داخل المدرج، إلا أنني لا أستطيع إجابتهم مباشرة عبر اللايف، نظرا للعدد الكبير من الطلبة في المؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح، ومن ثمة خصصت إدارة كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية فاس منصة تواصلية بتنسيق مع جميع الشعب، وبإعتباري انتمي لشعبة القانون العام، انخرطت في المنصة التواصلية للرد على تساؤلات وملاحظات الطلبة، لذلك أقدم التوضيحات وأرد على أسئلتهم من خلال التعليقات وعن طريق الاتصال المباشر يرسلون لي أسئلتهم وأقرأها وأقوم بتجميعها وأرسل جوابا شاملا لجميع الطلبة وفق صيغة شمولية تجيب عن أغلب الأسئلة المطروحة. أشرتم أن حصة الأسد من وقتكم مخصصة للتدريس وإعداد المحاضرات ماذا يفعل الأستاذ أمين السعيد في الوقت المتبقي له؟ أخصص تقريبا نسبة 10% من وقتي للكتابة، دائما أواضب على الكتابة، حيث ينبغي التمييز بين الكتاب البحثية (العالمة) ثم الكتابة التفاعلية، وهو ما يعني تقسيم البرنامج إلى شقين، لذلك أقسم برنامج الكتابة الى شقين هناك كتابة مقالات الرأي بصفتي محلل سياسي ومتخصص في العلوم السياسية والقانون الدستوري أتابع المستجدات الوطنية والدولية وأعبر عن مواقف رأي وعن تحليلات بخصوص القضايا ذات الصلة بالقانون الدستوري والعلوم السياسية، وهذا ما يفرض الانخراط اليومي والمساهمة الدائمة في النقاش والحوار العمومي من زواية مقالات الرأي التي تكون تحت طلب المنابر الصحفية. الشق الثاني من الكتابة أخصصه للكتابة العلمية؛ بمعنى الكتابة البحثية التي تحترم صرامة المنهجية العلمية وتنظبط للقواعد العلمية، حيث كانت فترة الحجر الصحي مناسبة وفرصة لتحريك بعض المشاريع البحثية التي كنت قد بدأتها منذ سنوات ولم يسعفن الوقت لإكمالها نظرا للاتزامات اليومية. وللتذكير، لقد اصدرت في السنة الماضية كتابا جديدا بعنوان التوازن بين السلطات في النظام الدستوري المغربي بين الوثيقة الدستورية والممارسة السياسية، ومازالت اشتغل على مشروع كتاب جديد حول المجتمع المدني، ولحسن الحظ تعد فترة الحجر الصحي مناسبة وفرصة لاعود واستمر في هذا المشروع وأنقحه وأطوره خاصة وأنني توقفت عن هذا المشروع منذ شهور. وماتبقى من الوقت أقضيه دائما في القراءة بكل اصنافها؛ قراءة متنوعة أترحل وأتجول في قراءة الجرائد والمستجدات الوطنية والدولية وأحيانا أتابع المعطيات المتواجدة في مواقع التواصل الاجتماعي، أما في المساء غالبا ما أقرأ روايات أخصص لها نصف ساعة قبل أن أخلد للنوم.