من الخطأ نتعلم. مقولة نرددها باستمرار عن قناعة بأن الأمر كذلك، أي بأن الأخطاء التي نرتكبها في مختلف مجالات الحياة، هي التي نأخذ منها دروسا ونتعلم منها، لكن ما الذي يحصل لنا عندما يتعلق الأمر بأبنائنا؟ لماذا لم نعد نسمح لهم بالخطأ خاصة في مجال الدراسة أو لِنقُل نريدهم أن يرتكبوا أقل عدد من الأخطاء، أما إذا نبهناهم إلى غلط وتتكرر، فنُوبّخُهم ونصرخ في وجههم... فهل العيب فيهم أم فينا نحن المُربّين؟ لماذا طغت علينا تلك الرغبة "المَرَضيّة" في المثالية والكمال علما أننا نحن بدورنا ارتكبنا أخطاء خلال مرحلة الدراسة ومنها تعلمنا؟ كيف ينبغي أن نتعامل مع الخطأ؟. تتحدث الأستاذة ماجدولين النهيبي، خبيرة في التربية والتعليم، في هذا العدد من "نفهمو ولادنا"، عن بيداغوجيا الخطأ، بمعنى أن الخطأ لا يكون عرقلة بقدر ما هو مرحلة، ومرحلة أساسية في التعلم، لذلك لا يجب أن نعاقب التلميذ عندما يخطئ، وإذا حصل ذلك بشكل متكرر (أي الخطأ)، يجب أن نبحث عن الأسباب التي قد تكون نفسية أو مرتبطة بطريقتنا في إيصال المعلومة. ومن الطرق السليمة التي يمكن اعتمادها في تصحيح الخطأ، هناك التصحيح بالنظير حيث يحاول مثلا التلاميذ في القسم تصويب غلط ارتكبه زميلهم دون أن يشعر هذا الأخير بأي حرج أو نقص، هناك أيضا التصحيح الذاتي الذي نكتفي فيه بإعطاء إشارات التلميذ ودعوته للتفكير ليحاول إيجاد الخطأ ويبحث هو عن الصواب. الأستاذة النهيبي تؤكد على نقطة مهمة بالنسبة للآباء، وهي أن يتجنبوا مراجعة الدروس مع أبنائهم إذا كانوا متوترين، لأن ردة فعلهم على أي زلّة أو هفوة تكون عنيفة، وعموما يتطلب تصحيح الخطأ بالطرق التي أشرنا إليها سلفا، الكثير من الوقت والصبر. الأستاذة ماجدولين النهيبي تسلط الضوء على هذا الموضوع الذي يؤرق عددا من الآباء. شاهدوا الفيديو.