توج بايرن ميونيخ الألماني موسمه الرائع واعتلى العرش الأوروبي مجددا وأحرز الثلاثية للمرة الثانية في تاريخه بالفوز على باريس سان جيرمان الفرنسي 1 / صفر أمس الأحد في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وبدد البايرن آمال سان جيرمان في إحراز اللقب الأوروبي للمرة الأولى في تاريخه بعدما أنهى مغامرته اليوم على استاد "دا لوز" أو "النور" بالعاصمة البرتغالية لشبونة. وأحرز بايرن لقبه السادس في البطولة علما بأنه خاض اليوم نهائي البطولة للمرة الحادية عشرة في تاريخ مشاركاته بالبطولة. وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي بعدما غاب التوفيق عن الفريقين في الفرص التي سنحت لهما. وفي الشوط الثاني، سجل الفرنسي الدولي كينغسلي كومان هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 59 ليمنح الفوز واللقب إلى فريقه بايرن ميونخ ومديره الفني هانزي فليك الذي يعتبر المهندس الحقيقي لهذا الإنجاز … وأحرز البايرن أمس اللقب السادس له في تاريخ البطولة واستكمل الثلاثية (دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا) للمرة الثانية في تاريخه بعدما توج بها في 2013 تحت قيادة مدربه الأسبق يوب هاينكس. وتوج البايرن مسيرته الرائعة في هذا الموسم المثير باللقب الغالي وحرم سان جيرمان من إحراز باكورة ألقابه في دوري الأبطال. وفاز البايرن بجميع المباريات ال11 التي خاضها في البطولة هذا الموسم وسجل فيها 43 هدفا مقابل ثمانية أهداف اهتزت بها شباك الفريق ليكون الفريق صاحب أفضل خط هجوم في البطولة. وحافظ البايرن على سجله خاليا من الهزائم في آخر 30 مباراة خاضها منذ كانون أول/ديسمبر الماضي وحقق فيها 29 انتصارا مقابل تعادل واحد. ومن بين هذه المباريات، فاز البايرن في جميع المباريات ال14 التي خاضها في مختلف البطولات منذ استئناف فعاليات الموسم بعد التوقف بسبب أزمة كورونا. وخلال هذه المباريات ال 30 ، سجل الفريق 95 هدفا في مختلف البطولات. وسجل ليفاندوفسكي 55 هدفا في مختلف البطولات مع الفريق هذا الموسم ومن بينها 15 هدفا يتصدر بها قائمة هدافي دوري الأبطال لكنه فشل في التخلص من فارق الهدفين عن معادلة الرقم القياسي لعدد الأهداف التي سجلها أي لاعب في موسم واحد بالبطولة وهو الرقم المسجل باسم البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد الإسباني سابقا ويوفنتوس الإيطالي حاليا برصيد 17 هدفا. وسعى سان جيرمان منذ سنوات إلى التتويج باللقب الأوروبي كونه الهدف الأساسي لمالكيه القطريين الذين أنفقوا مئات الملايين من اليورو على تدعيم صفوف الفريق بالعديد من النجوم على مدار السنوات الماضية. ولكن الحظ عاند الفريق أمس، حيث نجحت خبرة وعزيمة بايرن في حسم اللقاء وانتزاع اللقب. وشهدت المباراة أمس مواجهة بين مجموعة من أبرز المهاجمين حيث قاد الخط الأمامي في سان جيرمان أغلى لاعبين في العالم وهما البرازيلي نيمار دا سيلفا والفرنسي الشاب كيليان مبابي حيث انتقلا إلى صفوف الفريق قبل سنوات بمقابل إجمالي بلغ نحو 400 مليون يورو. وفي المقابل، قاد البولندي الخطر روبرت ليفاندوفسكي هجوم بايرن ميونخ ولعب إلى جواره النجم الخطير توماس مولر الذي حقق رقما قياسيا للدوري الألماني (بوندسليغا) خلال الموسم المنقضي حيث أصبح أول لاعب يصنع 21 هدفا لزملائه في موسم واحد بالبطولة. كما تألق إلى جوارهما في الهجوم اللاعب سيرج نابري الذي سجل هدفين للفريق في مباراة المربع الذهبي التي فاز فيها على ليون الفرنسي 3 / صفر. ولكن كلا من اللاعبين الثلاثة لم ينجح في هز الشباك وجاء الهدف بضربة رأس من الفرنسي كينجسلي كومان ليصبح الهدف الثالث له في تسع مباريات خاضها مع الفريق في البطولة هذا الموسم. ومنذ تأسس النادي قبل 50 عاما ، أحرز سان جيرمان 40 لقبا في البطولات المحلية كما فاز بلقب كأس الأندية الأوروبية أبطال الكؤوس في 1996 ولكن لقب دوري الأبطال استعصى على الفريق رغم أنه كان الهدف الواضح والأسمى للنادي منذ انتقال ملكية سان جيرمان إلى مالكيه القطريين الحاليين في 2011 . وأنفق النادي الفرنسي نحو مليار دولار على مدار السنوات الماضية لتدعيم صفوف الفريق بأبرز النجوم وفي مقدمتهم نيمار أغلى لاعب في العالم والمهاجم الفرنسي الموهوب مبابي. وكان نيمار فاز باللقب مع برشلونة في 2015 لكنه فشل اليوم في قيادة فريقه الحالي سان جيرمان إلى اجتياز العقبة الأخيرة في الطريق إلى منصة التتويج. وفيما يجتذب خط هجوم باريس سان جيرمان اهتماما كبيرا ، يضم الفريق أيضا أفضل دفاع في البطولة هذا الموسم حيث اهتزت شباك الفريق ست مرات فقط في المباريات ال11 التي خاضها بالبطولة حتى مباراة النهائي أمس. ويرجح أن تكون مباراة أمس هي الأخيرة لقائد الفريق البرازيلي المخضرم تياجو سيلفا، حيث ينتظر رحيله عن صفوف الفريق هذا الصيف بعد ثماني سنوات قضاها في سان جيرمان. وشهدت المباراة أمس مشاركة حارس المرمى الكوستاريكي كيلور نافاس مع سان جيرمان في هذه المباراة بعد إصابته في لقاء الفريق أمام أتالانتا. وغاب نافاس عن مباراة الفريق أمام لايبزغ في المربع الذهبي بسبب هذه الإصابة العضلية. ورغم الخبرة الهائلة لنافاس بهذه المباريات النهائية، حيث أحرز اللقب ثلاث مرات مع فريقه السابق ريال مدريد، فشل نافاس في التتويج مع فريقه الحالي باللقب.