واصل المدرب الإيطالي، ألبيرتو زاكيروني، تثبيت قدمه مع المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، وتقديم أوراق اعتماده كأنسب مدرب يقود «الأبيض» في كأس آسيا 2019، وذلك بعد قيادته الإمارات للتأهل إلى نهائي (خليجي 23) في الكويت، بالفوز على العراق في نصف النهائي بركلات الجزاء الترجيحية. وحير زاكيروني الجميع من خلال صور عدة مختلفة، خلال المباريات الأربع التي خاضها في الدورة الخليجية حتى الآن، بجانب ثلاث مباريات ودية قبلها، أي في سبع مباريات منذ أن تولى تدريب الأبيض رسمياً، إذ ظهر بصورة المتحفظ في طريقة لعبه، معتمداً على «الكاتيناتشو» الإيطالية التي تركز كثيراً على الدفاع، بينما كانت جرأته في الاستعانة ب10 وجوه جديدة تنضم للمرة الأولى لتشكيلة المنتخب، هم: علي سالمين وسلطان المنذري وسالم العزيزي وأحمد مال الله، ومحمد برغش وريان يسلم وخليفة مبارك، وأحمد العطاس ومحمد مرزوق ومحمد حسن الشامسي، بدلاً من أن يتبع طريقة الاعتماد على الوجوه نفسها المعروفة في المنتخب، حتى يضمن عدم الإخلال بمنظومة الفريق. وبدأ زاكيروني متحفظاً دفاعياً بشكل كبير، ما لاقى انتقادات كبيرة لغياب النزعة الهجومية، لكن المدرب بدأ تدريجياً في تعديل خطته، والاعتماد على إسماعيل الحمادي لمساندة عمر عبدالرحمن وعلي مبخوت في الخط الأمامي، قبل أن يفاجئ الجميع في لقاء العراق، بالدفع بمهاجمين في التشكيلة الأساسية، هما علي مبخوت وأحمد خليل، ما تسبب في إرباك «أسود الرافدين»، لكنه لم يحقق الاستفادة المرجوة بهز شباك العراق. يحسب للمدرب الإيطالي طريقة إدارته للمباريات، فأمام العراق أظهر تفهماً لإمكانات لاعبيه، من خلال إعادة محمد برغش إلى مركزه الأساسي في الجهة اليمنى، بينما دفع بمحمد أحمد في الجهة اليسرى، كما أعاد إسماعيل أحمد لخط الدفاع بدلاً من فارس جمعة، بجانب مشاركة أحمد خليل للمرة الأولى أساسياً، وهي أمور تحسب للمدرب الإيطالي الذي أجرى أربعة تعديلات مؤثرة في مباراة مهمة بقيمة نصف النهائي. وأجرى أيضاً أكثر من تبديل تكتيكي، فقد أشرك الحمادي بديلاً لأحمد خليل، وكذلك في الشوطين الإضافيين، من خلال خروج المدافع خليفة مبارك، ونزول لاعب الوسط أحمد برمان، ليلعب المنتخب بثلاثة لاعبين في الوسط، هم برمان، وخميس إسماعيل وعلي سالمين، بينما اكتفى بأربعة لاعبين في خط الدفاع، هم: محمد برغش وإسماعيل أحمد ومهند العنزي ومحمد أحمد، كما أجرى تبديلاً تكتيكياً آخر لإرباك العراق، بتبديل برغش ومحمد أحمد مركزيهما في الشوط الإضافي الثاني. لكن ظلت نقاطه واحدة لم تتغير في المباريات الأربع للأبيض بكأس الخليج، وهي الصرامة الدفاعية، والالتزام الخططي للاعبين، خصوصاً عندما يخسر الأبيض الكرة، ومن أبرز ذلك عودة عموري ومبخوت لمساندة الدفاع. وستكون مباراة الإمارات وعمان في النهائي، غداً، اختباراً جديداً وأكثر صعوبة للمدرب، خصوصاً أنه واجه «الأحمر» في الدور الأول، وفاز عليه بهدف دون رد، كما أنه تابع مبارياته في البطولة، وستكون المباراة فرصة لإظهار إمكاناته في قراءة طريقة لعب المنافس ودراسته بالصورة الصحيحة. ياسر سالم: المدرب يمتلك عنصر المفاجأة والقراءة الجيدة للمباريات قال لاعب الوحدة والمنتخب الوطني السابق، ياسر سالم، إن المدرب الإيطالي، ألبيرتو زاكيروني، بدأ يفهم إمكانات اللاعبين، مشيراً إلى أن طريقة تعامله مع المباريات، والتغييرات التكتيكية التي يجريها، توضحان تطوره بشكل كبير، وظهور بصماته مع الفريق. وقال ل«الإمارات اليوم»: «زاكيروني يمتلك عنصر المفاجأة في تعامله مع المباريات، وفقاً لهوية المنافس»، لافتاً إلى أنه يتميز أيضاً بقدرته على القراءة الجيدة لسير المباريات، وإجراء التبديلات التي تمنح «الأبيض» التفوق. وأضاف: «عنصر المفاجأة أمام العراق كان بإشراك مهاجمين للمرة الأولى، هما أحمد خليل وعلي مبخوت، وخلفهما عموري، بدلا من لاعب مهاجم واحد كما في مباريات سابقة». وتابع: «قام زاكيروني بتغيير طريقة اللعب من 3-4-3 إلى 4-3-3 في الوقت الإضافي، وأسهم في تطور الأداء الهجومي، وكانت المشكلة عدم الاستفادة من هذه الطريقة بترجمتها إلى إحراز أهداف». وأكد سالم أن المدرب يحتاج إلى المزيد من الوقت، خصوصاً مع عودة اللاعبين الذين لم يتم استدعاؤهم للمنتخب إلى مستواهم، مشيراً إلى أن المنافسة ستكون قوية بين اللاعبين القدامى والجدد، بينما يحتاج المنتخب إلى لاعبين من نوعية عامر عبدالرحمن ومحمود خميس، لتنفيذ خطة زاكيروني بالشكل الصحيح.