الكويت, 1-1-2018 - تشهد بطولة كأس الخليج الثالثة والعشرين لكرة القدم المقامة في الكويت، مواجهة عراقية اماراتية صعبة في الدور نصف النهائي الثلاثاء، بينما تأمل سلطنة عمان في مواصلة "المفاجأة" في "خليجي 23"، عندما تلاقي البحرين في نصف النهائي الثاني. ويبحث المنتخب العراقي عن لقبه الأول في البطولة منذ ثلاثة عقود، عندما أحرزه للمرة الثالثة والأخيرة في السعودية عام 1988. الا انه سيصطدم على استاد جابر الدولي بالعاصمة الكويتية، بالمنتخب الاماراتي ذي الخبرة، والباحث عن لقبه الثالث. وسيكون نصف النهائي استعادة لنهائي "خليجي 21" في البحرين عام 2013، والذي فاز فيه المنتخب الاماراتي 2-1 في الوقت الاضافي. وكان هذا النهائي الوحيد لمنتخب "أسود الرافدين" منذ اعتماد نظام المجموعتين في البطولة، في "خليجي 17" عام 2004 في الدوحة. وقال مدرب المنتخب العراقي باسم قاسم ان "مباراة الإمارات في نصف النهائي ستكون صعبة على الجانبين، إلا إن ما يبعث على الاطمئنان تصاعد مستوى وأداء المنتخب من مباراة لأخرى". أضاف "أكملنا تحضيراتنا الخاصة لهذه المواجهة مع المنتخب الإماراتي"، معتبرا ان الأخير هو "من المنتخبات المنظمة والقوية ويمتلك مزيجا من روحية الشباب والخبرة المؤثرة ويضم أسماء مؤثرة". ويعول العراق على وجوه شابة قدمت أداء جيدا في الدور الأول، يتقدمها صانع الألعاب حسين علي الذي اختير أفضل لاعب في المباريات الثلاث للمنتخب العراقي في المجموعة الثانية. وعشية نصف النهائي، اعتبر قاسم في مؤتمر صحافي ان المنتخب "جاهز لمواجهة الامارات على أفضل حال (...) كرة القدم العراقية مرت بإخفاقات كثيرة في الفترة الماضية، والفوز بالبطولة سيكون بمثابة عودة الثقة للرياضة العراقية والجماهير". وتصدر العراق مجموعته برصيد سبع نقاط هو الأعلى بين المنتخبات الثمانية المشاركة. وفاز المنتخب الأخضر على قطر حاملة اللقب 2-1، واليمن 3-صفر، وتعادل افتتاحا مع البحرين 1-1. في المقابل، تخوض الامارات نصف النهائي للمرة السادسة في تاريخها والثالثة تواليا، وتضم تشكيلتها لاعبين محترفين أبرزهم أفضل لاعب في آسيا سابقا عمر عبد الرحمن. ويأمل المنتخب الاماراتي المتوج في 2007 و2013، في استعادة بريقه في هذه النسخة، لاسيما الهجومي والتهديفي، والعبور للنهائي. وحلت الامارات ثانية في المجموعة الاولى خلف سلطنة عمان، برصيد 5 نقاط من تعادلين سلبيين مع السعودية والكويت المضيفة، وفوز بهدف يتيم على حساب السلطنة، أتى من ركلة جزاء. واعتبر مدرب "الأبيض" ألبرتو زاكيروني ان "قلة المعدل التهديفي، تعود إلى عدم جاهزية اللاعبين، على النحو المطلوب، لا سيما عمر عبد الرحمن، وأحمد خليل، وإسماعيل الحمادي، العائدين من إصابات قوية، حيث يحتاجون إلى المزيد من الوقت" لاستعادة مستواهم. الا ان المدرب الايطالي يعول في المقابل على عدم تلقي مرماه أي هدف في الدور الأول، وهو عامل مطمئن في مواجهة العراق الذي قدم أفضل أداء هجومي في البطولة مع ستة أهداف. وفي تصريحات عشية المباراة، رأى زاكيروني ان الأداء الهجومي "يتطور" بين مباراة وأخرى، مؤكدا "قوة" المنتخب العراقي ولاعبيه. وفي تصريحات مماثلة، قال اللاعب الاماراتي علي مبخوت ان الأبيض سيدخل مباراة الغد ب "معنويات مرتفعة، وطموحنا اللقب الخليجي". وفي نصف النهائي الثاني، يتطلع المنتخب البحريني الى بلوغ المباراة النهائية للمرة الأولى، وذلك عندما يلاقي عمان على استاد جابر. ولم يكن المنتخبان من المرشحين لبلوغ هذه المرحلة، الا ان المنتخب العماني فاجأ المتابعين بتصدره المجموعة الأولى برصيد ست نقاط من فوزين على الكويت والسعودية، مقابل هزيمة أمام الامارات. أما "الأحمر" البحريني، فحل ثانيا في مجموعته خلف العراق، ولم يتلق أي هزيمة (فاز على اليمن وتعادل مع قطروالعراق). وأفاد المنتخبان العمانيوالبحريني من البطولة لاختبار صفوفهما التي تخضع لعملية تجديد قوامها عناصر شابة تتسم بالأداء السريع. وبدا العماني من أكثر منتخبات البطولة تنظيما وثباتا، وحتى انه قدم أداء جيدا وأفضل من منافسه في الخسارة الوحيدة أمام الامارات. وعلى رغم تألق المهاجم سعيد الرزيقي صاحب الهدف الثاني في اللقاء الاخير مع السعودية، الا ان القلق يساور الجهاز الفني بقيادة الهولندي بيم فيربيك حول جاهزية لاعبين آخرين في الهجوم هما عبد العزيز المقبالي وسامي الحسني المصابين. وكان المدرب الهولندي قال قبيل البطولة "نحن هنا لخلق عنصر المفاجأة ولدينا لاعبون موهوبون قادرون على تحقيق ذلك"، وهو ما نجح حتى الآن في تحقيقه اعتمادا على تحركات لاعبي الوسط وأبرزهم المخضرم أحمد مبارك "كانو"، اضافة الى اللعب على الاطراف اعتمادا على جميل اليحمدي ورائد ابراهيم ومن خلفهما الظهيرين سعد سهيل وعلي البوسعيدي. وفي مؤتمر صحافي عشية المباراة، قال فيربيك ان لاعبيه "لا يعانون من ضغوطات" قبل المواجهة مع البحرين، وانهم "يتطلعون الى الظهور بصورة جيدة وتقديم أفضل ما لديهم". أما مدرب البحرين التشيكي ميروسلاف سكوب، فيركز في أسلوب لعبه على الهجمات المرتدة السريعة، مستفيدا من وجود لاعبين من أمثال جمال راشد مسجل هدفي المنتخب في البطولة، وعلي مدن وسيد ضياء ومهدي عبد الجبار، ومن خلفهم ك ميل الأسود. وبدا من لقائه مع العراقوقطر، ان المنتخب البحريني يظهر بشكل أفضل عندما يلاقي منتخبا يتقدم نحو الهجوم ويترك مساحات خلفية فارغة، بينما يبدو اتزانه أصعب في مواجهة منتخبات تلعب بأسلوب دفاعي متراجع، كما الحال في المباراة ضد اليمن. وتوقع سكوب أن تكون مباراة عمان قوية بقوله "شاهدت مباراة عمان مع السعودية، ولاحظت الإيجابيات في المنتخب العماني من حيث التنظيم والانضباط"، مؤكدا البحث عن "طريقة مناسبة" لمواجهته. ويتأهل الفائزان الثلاثاء الى المباراة النهائية المقررة الجمعة.