بالرغم من حداثة عهده، حيث لم يمر أكثر من شهر واحد على تدشينه، تذوق الملعب الكبير لمدينة مراكش الحمراء طعم الشغب والتخريب والخسائر، وذلك بمناسبة أول مباراة رسمية للكوكب المراكشي ضمن البطولة الوطنية ضد حسنية أكادير، حيث تم اقتلاع أزيد من 200 كرسي مثبت في الملعب، وقدرت الخسائر المالية في ثلاثة ملايين سنتيم، وأسفر هذا الوضع عن استنفار داخل المكتب المسير لفريق الكوكب المراكشي حيث بدأ حملة تواصلية مع جمعيات أنصار ومحبي الفريق، من أجل تحسيسهم من أجل تأطير الجمهور لتفادي تكرار مثل أحداث الشغب والتخريب التي عرفها المركب الجديد لمراكش مساء الأحد الماضي، وتم اعتقال ستة مشاغبين بعد المباراة، متهمون بالسبب وراء اندلاع أحداث الشغب والتخريب. ويعد ملعب مراكش معلمة تاريخية يفتخر بها جميع المغاربة، ومن المؤسف جدا أن تتعرض لمثل هذه السلوكات، والحل هو تأطير وتحسيس الجمهور بأهمية الحفاظ على المنشآت الرياضية الوطنية، وضرورة التحلي بالروح الرياضية، وتقبل الهزيمة والإنتصار والتعادل، لأنها تدخل في قانون اللعبة، ولا يمكن أن يبقى أي فريق من دون خسارة على اعتبار أن الفرق الكبيرة تتعرض للخسارة. ومن المتوقع أن يكون مدير ملعب مراكش الجديد، قد طلب من جمعيات المحبين تحسيس الجمهور بضرورة الحفاظ على الملعب، لأنه مكسب للمدينة ومن الضروري العناية به، عوض إلحاق أضرار جسيمة به. من جهة أخرى قرر المكتب المسير للكوكب المراكشي، عدم الإستغناء عن المدرب بادو الزاكي بالرغم من الخسارة التي تكبدها الفريق بملعبه أمام حسنية أكادير، وتعرض الناخب الوطني السابق لسيل من السب والشتم بعد المباراة وحملته الجماهير المراكشية مسؤولية تذبذب نتائج الفريق، كما طالبته بضرورة إعادة الحارس حمزة بودلال للفريق والذي تم استبعاده من طرف الزاكي لأسباب تتعلق بالإنضباط، والذي عوضه الحارس الكميري، الذي لم يتمكن بعد من إظهار مستوى مقنع يمكنه من كسب رسميته في صفوف الفريق. وبات من الضروري إيجاد حلول سريعة للحد من آفة الشغب، التي تنخر الجسد الكروي الوطني، وتحول دون تطور مردودية المنتوج، ويبقى على جميع المتدخلين التدخل كل من موقع مسؤوليته، من أجل إيجاد الطريقة التي تحد ولو نسبيا من الظاهرة، في انتظار القضاء عليها بشكل كلي. وعرفت العديد من الملاعب الوطنية خلال الموسم الجاري، أحداث شغب وعنف أبرزها ما حدث في ملعب "ميمون العرصي" بالحسيمة، بمناسبة مباراة شباب الريف والوداد البيضاوي، برسم الجولة الثامنة من البطولة، حيث اضطر الحكم الدولي خليل الرويسي إلى توقيفها، بعدما بدأت الجماهير في رشق أرضية الملعب بالحجارة والقنينات الفارغة، مما حال دون إجرائها، للحفاظ على سلامة اللاعبين وكل من هو متواجد في الملعب.