على إثر المبادرة التي أطلقتها مؤسسة الثقافات الثلاث بشراكة مع الوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج ، وبتنسيق مع فريقي المغرب أتلتيك تطوان ونادي إشبيلية الإسباني ، والتي تشكل خطوة مغايرة تماما بالنظر إلى طبيعة الأنشطة التي تدخل ضمن الاهتمام المعتاد لمؤسسة الثقافات الثلاث . يكون فريق المغرب التطواني على موعد مع توسيع نطاق رهاناته هو أيضا ، عبر سعي مسؤوليه إلى الانفتاح على الثقافة والأعمال الاجتماعية ، إضافة إلى اعتماد كرة القدم وسيلة للتربية والتكوين في المراحل العمرية المبكرة بالنسبة لفئات الفريق الصغرى . وتجدر الإشارة إلى أن هذه المبادرة متعددة الأبعاد ، كانت قد انطلقت بتكوين خاص موجه إلى تلاميذ مدرسة المغرب التطواني تطبيقي في مجال ممارسة كرة القدم ، ونظري تعليمي يستعمل مجال كرة القدم ، ويعتمد على اللغة الإسبانية في سياق نهج تربوي مندمج تكلف معهد سرفنطيس الإسباني بتطوان تقديمه للأطفال .كما تمت برمجة مقابلتين وديتين بين أشبال المغرب التطواني ونادي إشبيلية بكل من المدينتين اللتين ينتمي إليهما الفريقان . وفي هذا السياق استقبل ملعب سانية الرمل بتطوان مقابلة الإياب التي انتهت هي الأخرى بتفوق فريق الضفة الجنوبية للمتوسط على نظيره من الشمال، في مقابلة رياضية ذات بعد سوسيوثقافي كانت بمثابة رفع ستار لتوقيع اتفاق شراكة مرتقب بين الأطراف والمؤسسات المنظمة لهذه المبادرة . وإذا كانت مؤسسات الثقافات الثلاث تهدف إلى توقيع اتفاقية شراكة لوضع مسار تنسيقها مع المغرب التطواني و نادي فريق إشبيلية على أسس سليمة ، فإن رؤية المغرب التطواني تتجاوز هذا المستوى وذلك عبر التوقيع أولا على اتفاق شراكة متعددة الأطراف بين المؤسسات الحاضرة ، ثم العمل على إحداث مؤسسة للأعمال الاجتماعية عمقها ناديا المغرب التطواني ونادي إشبيلية ومؤسسة الثقافات الثلاث ، ومنفتحة في نفس الآن على كل المؤسسات المحتملة الرسمية والمنتخبة في الضفتين ، سيتمحور عملها على التكوين وتبادل الخبرات والتجارب في المجال الرياضي، وبالتالي تقيم العديد من المبادرات والأعمال الاجتماعية لفائدة الفئات التي تعاني من الهشاشة والإقصاء الاجتماعيين . يقول رئيس المغرب التطواني لجريدة النخبة التي رصدت الحدث وواكبت كل تفاصيله : ” نحاول من موقع مسؤوليتنا ، أن نواكب طموحات النادي ، الذي بدأ يحقق إنجازات وار قام قياسية ، وأصبح اسمه متداولا عبر القارات من قبل المحبين المغاربة وغيرهم . فبهذا الشأن فالفريق يدعى باستمرار إلى توقيع الكثير من اتفاقيات الشراكة والتعاون مع الأندية الرياضية والمؤسسات المهتمة بمجال الرياضة والشباب . هذا الوجه الآخر من كتابة التاريخ يفرض علينا الانتقال من عقلية الهواية المرتبطة بالأشخاص إلى المؤسسات . وفي هذا الصدد فإننا نسعى من خلال هذه المبادرة التي ساهمنا في إطلاقها إلى جانب مؤسسة الثقافات الثلاث والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج ونادي إشبيلية إلى إرساء اتفاق شراكة بين هذه الأطراف وأخرى ضرورية يمكنها أن تنضم إلينا ، إضافة إلى إحداث مؤسسة للأعمال الاجتماعية مدعومة من مؤسسات مغربية وإسبانية . وذلك لجعل الكرة في قلب الاجتماعي والخيري أيضا “. وتابع عبد المالك ابرون ” لقد راقني كثيرا أن يكون بإمكان لاعبينا في مدرسة الكرة أن يتعلموا اللغة الإسبانية في رحاب معهد سرفنطيس في إطار هذا المشروع ، وهو الأمر الذي نؤكد أهميته وضرورته ، كما سرني أن أرى أطفالا يتبادلون الزيارات ويتعرفون على المعالم الثقافية في البلدين . وأؤكد لكم أن رغبتي أن نستمر في هذا النهج لنخدم مدينتنا وبلدنا ونقدم صورة مشرفة عن المغاربة “ وارتباطا بنفس الحدث صرح الدكتور بالحداد أحد الأطر النشيطة بنادي المغرب التطواني ، المكلف بالعلاقات الخارجية إلى جانب نائب الرئيس عبد العزيز الخنيفري : مايهمنا في التنظيم المشترك لهذا النشاط ذي الطابع الدولي ، هو انفتاح نادينا على دول الضفة الشمالية الرائدة في مجال ممارسة كرة القدم حيث تمثل إسبانيا النموذج الأرقى ، كما علاقة الجوار تحتم إلينا الانتباه إلى تجاربها الرائدة . حيث أن الأندية الإسبانية منخرطة في صلب العمل الاجتماعي . سنعمل على خلق مؤسسة للأعمال الاجتماعية بتصورات مشتركة . ورغم أن مورادنا المالية محدودة ، سنحاول البحث عن موارد إضافية حتى لانكلف ميزانية الفريق ما لا تطيق .. وجوابا على أسئلة النخبة حول خلفية مشاركة نادي إشبيلية في هذه التظاهرة ، وأفق العلاقة مع نادي المغرب التطواني ، و شروط خلق شراكة بين الناديين ،وإمكانية إرساء مؤسسة للأعمال الاجتماعية ، والموارد المالية لتمويل التظاهرات المشتركة . أجاب السيد راموس سبلوس المستشار التقني لنادي إشبيلية المكلف بالفئات الصغرى والأعمال الاجتماعية قائلا: إن توقيع اتفاق شراكة تعاون بين الناديين ممكن ، ولكن يبقى الأهم هو تدقيق مضمون هذا الاتفاق وغاياته واحتياجات كل أطرافه ، حتى يتمكن كل ناد في إطار التزاماته تفعيل مقتضيات الشراكة . إن نادي إشبيلية بإمكانه تزويد المغرب التطواني بخبراته ، وإقامة أوراش تكوينية لفائدة أطره التقنية والانخراط في مشاريع مشتركة واضحة ومحددة لخدمة الرياضة والناشئة خاصة أنه يعتبر النادي أكثر انفتاحا على اللاعبين الأجانب ، حيث تعمل إدارته التقنية باستمرار على استقطاب الكثيرين منهم . ويبدو لي أن مدرسة المغرب التطواني تزخر بنجوم وعلامات واعدة من الأطفال . لكن غالبا ما تطرح مسألة الاستمرارية . وفي هذا السياق يمكن أن يرسم المجال لتدخلنا لتقديم الخبرة والاستشارة اللازمتين . مكتب تطوان: محسن الشركي والبشير أمعيش