إن النبش في صفحات واقعنا الرياضي سيحيلك علي إشكالية إجتماعية صعبة خصوصا عندما يتحول المرء من بطل رياضي إلي حالة إجتماعية تستوجب التدخل السريع، وهنا نقف موقف المتأمل لمآل العديد من الوجوه الرياضية التي طالها التهميش والنسيان، وتنكر لها الكل بعدما قدمت وضحت وأعطت لفرقها الشيء الكثير... نقف لنتساءل لماذا تغافل المسؤولون عن الفرق الوطنية عن سياسة تكريم اللاعبين المتقاعدين بعدما كانت تقليدا وعرفا سائدا حتي وقت قصير من الزمن؟؟ وما مصير العديد من الوجوه الرياضية التي اصطدمت بواقع إجتماعي صعب بعد نهاية مشوارها الرياضي ؟؟ وهل من حل فعال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتي لا تكون الرياضة وسيلة لتشريد العديد من الأسر؟؟ سنحاول من خلل هذه المتابعة تسليط الضوء علي واقع رياضي اجتماعي مسكوت عنه والذي يخفي وراءه العديد من الآهات والويلات والآلام التي لم تجد من يكشف عنها من أجل إخراجها من حيز السكون إلي حيز الحركة والتفعيل..سنحاول فتح الأعين والقلوب علي ما تعيشه العديد من الوجوه الرياضية من ضنك العيش بعد نهاية المشوار الرياضي، وسلسلة من المشاكل اليومية. مند زمن بعيد لم نسمع عن تكريم أي لاعب أنهي مشواره الرياضي حتي يحس أن مجهوداته وعطاءاته مع ناديه لم تذهب سدا..أو أن هناك مسؤولين عن الفرق يقدرون تضحية اللاعب ومجهوداته وبالتالي يكرمونه خلالها، بل علي العكس تماما فقد تناسي هؤلاء المسؤولون هذا الواجب الإنساني، فلا تكريم ولا هم يحزنون، ليجد اللاعب نفسه بعد نهاية الخدمة الرياضية أمام واقع إجتماعي صعب..أسرة..أولاد.. واجبات..متطلبات يومية..والبقية تعرفونها، بدون دخل شهري أو تغطية صحية..وربما بدون مأوي ولا بيت يجمعه مع أسرته..كلها مشاكل سيجدها هذا اللاعب نُصب عينيه إذا لم يحالفه الحظ في تأمين قسط من المال من أجل (دواير الزمان)..فقد تلقينا ببالغ الأسي والأسف أخبارا تحز في النفس فلا حول ولا قوة إلا بالله، فباستثناء القليل ممن استطاعوا تأمين مستقبل الأيام باحترافهم في الخارج وجمعهم ما يكفي من المال للقيام بمشروع يذر عليهم بمدخول شهري محترم، فإن غالبية اللاعبين يكون مصيرهم المعاناة والحسرة والندم. فإذا تأمل كل واحد منا بجانبه سيجد أمثلة لهذه الفئة التي تعاني في صمت، فذاك البطل السابق أصبح اليوم محط عطف وشفقة ولربما محط سخرية واستهزاء. واليوم وإنصافا منا لكل الأبطال الذين قدموا الشيء الكثير للوطن ولفرقهم وللرياضة بصفة عامة فإننا ندعو جميع المسؤولين عن الرياضة عموما، والفرق الوطنية خصوصا إلي الاعتراف بخدمات هؤلاء اللاعبين القدامي أولا ثم مراعاة ظروفهم الإجتماعية ولو بتكريم بسيط قد يعيد إليهم الثقة في المستقبل وقد يعيد إليهم البسمة من جديد وحتي نعطي الثقة للأجيال القادمة، وحتي لا يكون اللاعب وسيلة ظرفية يستغلها المسؤولون عن الفرق لتحقيق المال والشهرة وحينها ينهي مشواره الرياضي ليرمى به في جانبا، وحتي لا تكون الرياضة وسيلة لتشريد مرتقب ينتظر كل رياضي. نتمني أن يكون مشروع الاحتراف الذي ترسم فصوله جامعتنا المحترمة فاتحة خير لاندثار مثل هذه المناظر الباهتة لواقع رياضي هش أوله العطاء والتضحية وآخره التشرد والإهمال، وأن يكون القادم أفضل لما فيه خير للبلاد والعباد.