ارتفع عدد الإقالات في صفوف مدربي فرق القسم الوطني الأول لكرة القدم إلى خمسة مدربين بعد إقالة المدرب عزيز العامري من تدريب فريق الجيش الملكي على خلفية النتائج السلبية التي حققها مع الفريق، كان آخرها الإقصاء بطريقة مذلة أمام النصر الليبي بهدفين لصفر، ضمن إياب نصف نهائي دوري شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس، وكانت البداية مع فريق الوداد الذي استغنى عن مدربه البرازيلي خوصي دوس سانتوس الذي ترك الفريق الأحمر في قمة الترتيب قبل أن يتنازل عنه لصالح أولمبيك خريبكة، بعده جاء الدور على مدرب الرجاء هنري ميشال الذي فشل في تكرار نجاحه السابق مع "النسور الخضر"، تلاه فتحي جمال الذي انفصل عن الدفاع الجديدي بطريقة غريبة، ثم جاء الدور على مدرب أولمبيك أسفي لوران كودجير الذي تقلد المهمة مكانه عبد الهادي السكتيوي. والحقيقة أن مسؤولي فريق الجيش الملكي تريثوا كثيرا قبل الإقدام على إعفاء العامري من مهامه، حيث منحوه الفرصة منذ الموسم الماضي بعدما تقلد المهمة خلفا للبلجيكي والتر ماوس، وبالرغم من إقصاء الفريق مع العامري من الدور الأول لكأس الكاف من طرف فريق شباب بلوزداد الجزائري إلا أن المكتب المسير ارتأى التريث في اتخاذ أي قرار، ولكن ببصيرة وتبصر وبعدما تبين لهم أن الأمور لا تسير بالشكل التام بين اللاعبين والمدرب فضلوا التغيير أملا في منح نفس جديد للفريق وحتى يرفع عنه بعض الضغط في أفق العودة لسكته الصحيحة. ولا أحد يجادل أن المكتب المسير لفريق الجيش الملكي أعطى وما زال يعطي أمثلة واضحة على عدم تعليق الأخطاء على مشجب المدرب متى كانت النتائج سلبية، وغالبا ما يتريثوا ويمنحوه الفرصة كاملة للمدرب قبل اتخاذ أي خطوة بخصوص الانفصال. الآن ذهب العامري وتم التعاقد مع مصطفى مديح أملا في استعادة التوازن للفريق خاصة أن مديح خبر أجواء النادي ويعرف مكامن قوته وضعفه، لكن بالتأكيد سيكون أمام امتحان صعب وهو يهم بقيادة سيارة تشوبها مجموعة من الأعطاب وفي حاجة لإصلاح حقيقي للوصول إلى أبعد نقطة ممكنة. في موضوع متصل أكدت مصادر مقربة من الفريق العسكري أن لاعبي هذا الأخير شعروا بارتياح كبير لإعفاء العامري من مهامه، خاصة بعد الخلافات التي طفت إلى السطح بينه وبين بعض اللاعبين أبرزهم الحارس مصطفى الشاذلي وجواد وادوش الذي استبعد من مباراة النصر الليبي، وأضافت المصادر نفسها أن العامري لم يتمكن من السيطرة على اللاعبين، مما جعل الأمور تنفلت من بين يديه، كان من نتائجها نتائج كارثية لا ترق لسمعة الفريق الذي يعد من أبرز وأقوى الأندية داخل البطولة الوطنية، وأضافت المصادر نفسها أن أول ما سيقوم به مديح هو استعادة الثقة للاعبين أملا في تحقيق الانطلاقة في أقرب وقت. وارتباطا بموضوع إقالات المدربين قال مهتمون بهذا الشأن، إن المكتب المسير لفريق الجيش الملكي تريث كثيرا قبل الإقدام على إقالة العامري، مضيفين أن الفريق كان في حاجة ماسة لهذا التغيير بعد مسلسل طويل من النتائج السلبية، ولم تخف المصادر تخوفها من أن تطول مرحلة الفراغ التي يمر بها الفريق العسكري بالرغم من عودة المدرب مديح بعد تجربة في قطر وبالضبط مع نادي الوكرة، ولم تستبعد المصادر أن تحطم البطولة الوطنية الرقم القياسي من حيث عدد الإقالات في صفوف المدربين خاصة أن الحصيلة مرشحة للإرتفاع مع مرور الدورات، وأشارت المصادر إلى أن سياسة إعفاء المدرب لا تكون ناجحة في جميع الحالات والدليل هو أن فريق الوداد تدهورت نتائجه بشكل أكثر بعد رحيل البرازيلي خوصي دوس سانتوس ومجيء المدرب الإيطالي دييغو غارزيطو الذي فشل في أول امتحان حقيقي مع الوداد بعدما انهزم بثلاثية أمام النادي الإفريقي التونسي في إياب نصف نهائي دوري شمال إفريقيا للأندية البطلة بمركب "محمد الخامس" بالدار البيضاء أمام أزيد من 36 ألف متفرج.