بعد بداية مخيبة للآمال لم ترق إلى مستوى تطلعات أنصاره ومحبيه ظهر خلالها بصورة بعيدة عن تلك التي عود عليها الكل ومن جميع الجوانب، وفي الوقت الذي اعتقد الأغلبية أن أولمبيك خريبكة سيدفع غاليا ثمن التشبيب بنسبة عالية كذب كل التكهنات التي ظلت تسير في هذا الاتجاه وقلب الطاولة على كل المتخوفين وهو يستعيد توازنه الطبيعي، بل تمكن من التربع على زعامة الترتيب..النخبة التقت ربان الآلة المنجمية الخريبكية السيد محمد يوسف المريني الذي يقودها للموسم الثاني على التوالي وخصها بالحوار التالي : كيف تقيّم مسيرة الأولمبيك إلى حدود الساعة؟ ما هو مهم بالنسبة لنا ليس الرتبة الأولى أو النتائج التقنية المحصلة عليها بل الأهم من ذلك أن هناك استمرارية فيما يخص العمل الذي بدأناه منذ السنة الماضية، وبالتالي لاحظنا أن هناك تطورا ملموسا على مستوى أداء اللاعبين وكذا على المستوى الجماعي كمجموعة، فاللاعبون المجلوبون الموسم الماضي من فرق عادية والمنتمية إلى الأقسام الدنيا اندمجوا الآن في أجواء المجموعة الوطنية الأولى على كافة المستويات، وأضحوا يواكبون الإيقاع بدون أي مركب نقص، وحتى بالنسبة للاعبين الجدد الذين التحقوا هذا الموسم بالفريق كلحسن أخميس، ومصطفى الخلفي، بدؤوا يدخلون في منظومة قسم النخبة وهذا شيء جد إيجابي بالنسبة لمستقبل الفريق الخريبكي..ما يمكن قوله أننا متفائلين مع هذا التجاوب الإيجابي للاعبين مع مفهوم اللعب داخل الأولمبيك، ويرجع الفضل في هذا إلى توفر ظروف العمل المناسبة وما تقدمه جميع مكونات الفريق من دعم لهؤلاء اللاعبين..ولا يسعنا إلا أن نكون سعداء على هذا التطور الذي يعرفه الأولمبيك وللنتائج التقنية التي يحصل عليها في هذه المرحلة بالذات، لأنه مقارنة مع السنة الماضية يظهر أن هناك فرق شاسع..فما يهمنا إجمالا أن نمتلك فريقا قويا بلاعبين يفرضون شخصيتهم داخل البطولة الوطنية وهو ما انعكس إيجابا على الأولمبيك الذي أضحت له شخصية متميزة.. ما هي النقائص التي مازال الفريق يعاني منها؟ الفعالية على مستوى خط الهجوم لم ترق بعد إلى المستوى المطلوب، لذا سنسعى خلال مرحلة الانتقالات الشتوية إلى انتداب لاعبين إثنين لهما مقومات تقنية في مستوى التطلعات وبإمكانها خلق الإضافة النوعية المأمولة على صعيد الخطوط الأمامية وبلوغ الفعالية التي تحول الفرص المتاحة إلى نتائج إيجابية. كيف تقيّم مستوى البطولة إلى حدود الجولة الأخيرة؟ ليس هناك إضافة مقارنة مع المستوى المعهود للبطولة الوطنية التي مازالت تتخبط في بعض المشاكل..لا زلنا بعد لم ندخل إلى الممارسة الاحترافية لأن ذلك يتطلب تغيير العقليات لكل المتدخلين في اللعبة من مسير، مدرب، لاعبين، وجمهور..فالكل يجب أن يغير العقلية بالشكل الذي يتطلب النهج الاحترافي للممارسة. كيف تنظر إلى الجمهور الخريبكي اتجاه فريق الأولمبيك بعدما كان النشاز يسود العلاقة بينهما؟ أعتقد أن الجمهور الخريبكي المحلي وقبل أن نبلغ النتائج الإيجابية لم يأل أي جهد من أجل مساندتنا ودعمنا في لقاءات حاسمة وبالتالي تمكنا من الاستجابة لطموحاته ورغباته حاليا وخاصة بعد تبوئنا لصدارة الترتيب لامسنا أن هناك دعم كبير من طرف الجمهور الفوسفاطي، وبالتالي فهو سيستحق كل التنويه والشكر، للإشارة فإن هذا الجمهور دعمنا كثيرا خلال لقائنا ضد الجيش الملكي برسم الجولة الثامنة من البطولة الوطنية، ولولاه لكانت المأمورية ستصعب علينا، وأتمنى بالمناسبة أن يكثف من مساندته لنا حتى يرتقي الفريق إلى الأحسن فيما يستقبل من الجولات. كيف تنظر إلى قدوم الناخب الوطني الجديد البلجيكي إيريك غيريتس؟ أعتقد أن الجميع يجب عليه أن يلتف حول هذا المدرب الذي يجب أن يعطى له الوقت الكافي من الاشتغال من أجل ترميم بنيان المنتخب وتقويته ومده بالفعالية المطلوبة والناجعة. والملاحظ أن منتخبنا الآن يتوفر على عناصر ممتازة ولا ينقصها إلا الروح الجماعية للفريق والتجانس بين عناصره. المدرب الجديد بكل تأكيد يتوفر على مقومات مدرب كبير، ويمكنه أن يكون قائدا للمنتخب بما في الكلمة من معنى. خلال الجولات السابقة يلاحظ أن العديد من الفرق تخلت فجأة عن مدربيها..كيف تنظر إلى هذه الظاهرة المعتادة في كرتنا الوطنية؟ في تقديري هذه الظاهرة سلبية وغير مرحب بها من طرف الأطر الوطنية وأعتبرها من مظاهر التسيير الكروي الهاوي الذي ينخر جسد الكرة المغربية. فالمسيرون للأسف يتأثرون بضغط الجمهور الذي يستعجل النتائج ويكون المدرب هدفا سهلا من أجل التعبير. لكن الملاحظ أن الفرق التي تسير في هذا الاتجاه تظل تعاني غالبا طيلة الموسم كما حدث مثلا السنة الماضية مع أولمبيك أسفي، الذي لجأ إلى تغيير العديد من المدربين، وكان قاب قوسين أو أدنى من الاندحار إلى القسم الموالي، فالمصلحة والحكمة والتسيير الرشيد تستلزم إعطاء الفرصة الكافية للمدرب من أجل الاشتغال، ولا يجب استعجال النتائج بل منحه الوقت الكافي حتى يتمكن من البرهنة عن كفاءته ومقدوراته. ما تعليقك حول أعمال الشغب التي كان ملعب ميمون العرصي بالحسيمة مسرحها لها بعد إنطلاق اللقاء الذي جمع بين شباب الريف الحسيمي بنظيره الوداد البيضاوي؟ أعتقد أن الجمهور الرياضي كيفما كان يجب أن يبتعد عن كل مظاهر العنف والشغب بالميادين الرياضية وأن يتحلى بالروح الرياضية الإيجابية التي تعد من العوامل والركائز الأساسية المساهمة تنمية وتقدم كرة القدم الوطنية بوجه عام، وفي تقديري فإن جمعيات الأنصار والمحبين يجب أن تشتغل في هذا الاتجاه من أجل المصلحة العامة للرياضة الوطنية بوجه شامل.