لاشك أن جميع ظروف النجاح باتت مهيأة للناخب الوطني الجديد إيريك غيريتس ليقود سفينة المنتخب المغربي نحو تحقيق أفضل النتائج، ولن يكون هناك أي مبرر أمام غيريتس في حال لا قدر الله، عجز عن تحقيق النتائج المرجوة، خصوصا بعد أن تم الإمتثال لكل متطلباته، فبعد كل ما عاناه المواطن المغربي من تشنجات وقلق، وبعد كل ما تحملناه من تعليقات مستفزة من طرف مجموعة من وسائل الإعلام العربية التي استغربت تعاقد الجامعة مع مدرب يتولى مهمته عن طريق الهاتف، حان الوقت للرد على الجميع لكن هذه المرة على أرضية الملعب من خلال ضمان التأهل أولا إلى نهائيات كأس إفريقيا 2012 ومن تمّ التنافس على لقب هذه الدورة. ويمكن إجمال الأسباب التي تفرض على الربان الجديد للنخبة المغربية النجاح في مهمته في أربعة وهي كالتالي: 1- الاستجابة لكافة مطالب غيريتس المادية والمعنوية لم تترد الجامعة إطلاقا في تلبية كل طلبات الناخب الوطني إيريك غيريتس، بدءً بالراتب الشهري الذي لن يقل عن 80 مليون سنتيم، ومرورا بالموافقة على الطاقم التقني الذي اختاره للعمل معه، ويتعلق الأمر هنا بالمدرب المساعد دومنيك كوبيرلي والمعد البدني ديدي فاروجيا، زيادة على منحه الضوء الأخضر للتصرف كما شاء في كل الأمور التي تتعلق بالمنتخب الأول، ما يعني أن كل الظروف التي طالب بها غيريتس باتت متوفرة، ولا يمكنه التحجج فيما بعد (بعد انسجام الطاقم التقني) أو ما إلى ذلك لأن الجامعة نفذت ما طلبه هو. فالجامعة كانت لينة إلى أبعد الحدود مع غيريتس وانتظرته 6 أشهر إلى حين نهاية عقده مع الهلال السعودي، والآن جاء الدور على المدرب البلجيكي ليرد الدين. 2- وجود لاعبين متميزين يبدو أن إيريك غيريتس من بين أكثر المدربين الذين تولوا تدريب المنتخب الوطني حظاًَََ خلال السنوات الأخيرة، لأن قدومه تزامن مع بروز جيل جديد من اللاعبين المغاربة المتميزين والمتألقين، الذين يلعبون على أعلى مستوى في أبرز الأندية الأوروبية، ما سيسهل عليه عملية الإختيار، فأغلب اللاعبين المغاربة الممارسين حاليا في أوروبا يلعبون أساسيين في أنديتهم، بل الأكثر من ذلك أن البعض منهم يحمل شارة العمادة. ولعل حديث وسائل الإعلام الأوروبية عن أغلب اللاعبين المغاربة كالشماخ وتاعرابت والحمداوي وآخرين أبرز دليل على أن الفريق الوطني يتوفر حاليا على تركيبة بشرية هي الأفضل على المستوى الإفريقي، ما يعني أن غيريتس ما عليه سوى وضع بصمته لقيادة هذه المجموعة المتميزة لتحقيق النتائج المطلوبة. 3- تواجد المنتخب الوطني على الطريق الصحيح في صدارة المجموعة يتصدر الفريق الوطني حاليا مجموعته في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا التي ستقام أدوارها النهائية سنة 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية، وهذا عامل إضافي يجعل غيريتس يبدأ عمله في ظروف مريحة ودون ظغوطات، فهو سيتحمل مسؤولية منتخب متصدر ولن يكون لديه أي مبرر في حال الفشل. كما أن الفوز الأخير للمنتخب الوطني على تانزانيا رفع المعنويات وأعاد النخبة المغربية للسكة الصحيحة، وهذه كلها عوامل من شأنها أن تسهل مأمورية غيريتس، ولم تكن الأمور لتكون على هذا النحو لو أن المدرب البلجيكي تسلم مهامه في ظروف متشنجة. 4 توفر الوقت الكافي للإعداد لمباراة الجزائر سيكون هناك متسع من الوقت أمام إيريك غيريتس من أجل إعداد النخبة المغربية للمباراة الهامة أمام المنتخب الجزائري يوم 25 مارس المقبل، وستكون البداية بالمباراة الودية التي ستخوضها النخبة المغربية أمام إيرلندا الشمالية يوم الأربعاء المقبل، بالإضافة إلى المباراة الودية الثانية أمام ليبيا يوم 9 فبراير المقبل، وهما لقاءين من شأنهما أن يمنحا غيريتس كافة المعلومات اللازمة من أجل تجهيز فريق متكامل للديربي المغربي أمام الجزائر.