لتسليط الضوء على ما شاب عملية توزيع منح الدعم المالي للجمعيات الرياضية الذي صادقت عليه لجنة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والاجتماعية والثقافية والرياضية التابعة للمجلس البلدي لمدينة الرشيدية من نواقص وشوائب، نظمت خمسة جمعيات رياضية من أصل ثمانية التي تمارس الرياضات الأولمبية – الإتحاد الرياضي الرشيدية بجميع فروعه ( كرة القدم، كرة السلة، ألعاب القوى)، جمعية المجد الرياضي الرشيدية، نادي الرياضات فرع كرة اليد – إلى جانب عصبة تافيلالت لكرة السلة، وملحقة تافيلالت لكرة القدم، ندوة صحافية بقاعة الاجتماعات لغرفة التجارة والصناعة، ذكرت من خلالها المجلس البلدي بعدم وفائه للوعد الذي قطعه على نفسه خلال الحملة الانتخابية والقاضي برفع منحة الدعم المخصصة للرياضة إلا أن العكس هو الذي تم فخلال السنة الأولى من تولي هذا المجلس مسؤولية تدبير شؤون بلدية الرشيدية تم توزيع ما قيمته 20 مليون سنتيم التي تبقى من تركة المجلس السابق من قبل مجموعة من فاعلين رياضيين لم يثر هذا التقسيم أية احتجاجات، لتنخفض هذه القيمة مع توالي السنوات إلى ما دون 15 مليون سنتيم، بل إنه خلال سنة 2010 حرمت الجمعيات الرياضية من المنحة بداعي تخصيصها للواحة الرياضية التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال زيارته الرسمية الأخيرة للإقليم… وعلى اعتبار أن هذا المبلغ هزيل وهزيل جدا بل إنه لا يكفي لتسديد مصاريف اقتناء المعدات والتجهيزات الرياضية لفريق، فبالأحرى تغطية مصاريف فرق رياضية تتوزع مشاركتها ما بين الأقسام الممتازة والأولى والشرفي والوطني…وما أثار استغراب المشاركين في الندوة هو إقحام جمعيات لرياضة الوقت الثالث، وجمعية تبقى الرياضة من رابع اهتمامها مع الجمعيات الرياضية التي تستجيب لمضامين ومقتضيات قانون 09-30 الخاص بالتربية البدنية والرياضة والتي بدونه لا يتحقق قانونية جمعية رياضية، وعليه فإن المبلغ الحقيقي المخصص للجمعيات الرياضية الجادة والنشيطة التي شاركت في جميع مراحل البطولة التي تنشط فيها هو 96000 درهم في حين أن الباقي يمكن اعتباره مساهمة في غير محلها وتكريس لوضع لا يخدم الرياضة في هذه المدينة بتاتا، فحصة جمعيات كرة القدم الأربعة تساوي تقريبا ما خصص لجمعتي الكرة الحديدية اللتان سجلتا بعد المنحة المخصصة لهما فائضا ماليا يتجاوز 10 ألف درهم في حين أن جمعيات كرة القدم الأربعة ستعيش خلال المواسم المقبلة على إيقاع عجز مالي يتجاوز بكثير 5 مليون سنتيم… جمعية مدرسية ينتمي أحد أعضاء اللجنة للمؤسسة التي تحتضنها استفادت هي الأخرى من منح الدعم هذا مع العلم أن الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية هي أغنى جامعة في المملكة، جمعية رياضية تحسب على حزب الأغلبية اقتصرت مشاركتها في البطولة المحلية للفئات العمرية الصغرى تجاوزت مصاريفها بثلاث مرات تقريبا مصاريف جمعية رياضية أخرى من نفس الرياضة؛ شاركت بالإضافة إلى البطولة التي شاركت فيها الأولى في البطولة الوطنية للقسم الثالث مما يجعلنا أمام تضخيم للمصاريف تجاوز حدود كل المعقول ليفصلها على جمعية رياضية شاركت وبنجاح في البطولة الوطنية للقسم الوطني الأول في كرة اليد أقل من 10 ألف درهم منحة جمعية شاركت في مباريات السد للصعود للقسم الموالي تمثل ما يزيد عن نصف المبلغ بقليل المخصص لفريق سجل اعتذار عام، إقحام جمعية تنتمي لحي سكني معروف بمعارضته للمجلس البلدي تبقى الرياضة رابع اهتماماتها، تخصيص منحة تساوي منحة فريق في القسم الوطني الثالث لجمعية استجابت لدعوة المشاركة في بطولة تم التكفل بجميع مصاريف المشاركين فيها من تنقل وإيواء وتغذية من قبل المنظمين… ملحقة كرة القدم لم يدرج ملفها للدراسة من قبل اللجنة بالرغم من وضعه لدى مصالح البلدية في الآجال القانونية… كل هذه المفارقات بالإضافة إلى أخرى والتي لا يسمح المجال بإثارتها ستؤدي إلى نتائج وخيمة على النشاط الرياضي في المواسم المقبلة من قبل تقديم اعتذارات عامة بعدما ستعجز الفرق على مسايرة الوضع ماديا، كما أن هذا التوزيع الذي لم يستند على أية معايير موضوعية وقانونية سيكرس وضعا شادا داخل الحقل الرياضي لن يخدم الرياضة في شيء…ولتجاوز هاته الاختلالات تراوحت اقتراحات الجمعيات والتنظيمات الرياضية الحاضرة في الندوة ما بين عقد لقاء مستعجل مع السيد عامل إقليمالرشيدية في الأيام القليلة المقبلة قصد التدخل للرفع من منح الدعم التي تخصصها المجالس المنتخبة للجمعيات الرياضية وإيجاد السبل الكفيلة لضمان تمويل أوفر للأنشطة الرياضية، دعوة المجلس البلدي لمدينة الرشيدية إلى إعادة النظر في التوزيع الذي اعتمدته لجنة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والاجتماعية والثقافية والرياضية ، بضخ مبالغ مالية إضافية ومطالبة الجمعيات الرياضية ببرامج مشاركتها في البطولات الرسمية موقعة من لدن الهيئات الرياضية من قبل جامعات وعصب…وفي حالة الشك في المبالغ الواردة في التقارير المالية الاستعانة بمحاسب معتمد، التوقيع على عقدة أهداف مع الجمعيات الرياضية واضح وقابل للتطبيق لحمل الجميع للمساهمة في تطوير الرياضة وفق تصور وإستراتيجية محددة سلفا. وفي الأخير أشار المشاركون إلى أنهم عاقدون العزم على السير قدما بالرياضة المحلية إلى الأمام عبر تنظيم ندوات وملتقيات بمشاركة أطر ومسئولين وطنيا، وكذا بالعمل على توفير كل الشروط الذاتية والموضوعية لبلوغ الهدف والمنشود، إيمانا منهم بأن الرياضة هي الرافعة الحقيقية للتنمية البشرية بهذه المدينة.