يمكن للجمهورية الافتراضية التي يبشر بها أبو بكر الجامعي أن تجمع بين اليساري العميل للبوليساريو وبنت الشيخ ياسين المتصابية والصحفي الانتهازي والعملاء السابقون لإدريس البصري، ومادام الكل افتراضيا فلا عيب أن يفترض بوبكر الجامعي وجود منطقة محررة بالمغرب، ولم يبق له إلا أن يستدعي الجزيرة ويؤسس مجلسا انتقاليا على غرار مجلس عبد الجليل الذي تأسس في بنغازي ويهيئ الأسلحة ويستدعي القوات الأجنبية لاستكمال تحرير باقي المناطق، وعبثا باللغة يواصل بوبكر الجامعي في لقاء صحفي ببلجيكا ترهاته التي لا يمكن أن يقال عنها سوى أنها صادرة عن شخص أتلف مشيته كالغراب. ولقد اختار الجامعي الاصطفاف في معسكر غير الديمقراطيين من أمثال جماعة العدل والإحسان، التي تؤمن بالخلافة على منهاج النبوة التي هي عبارة عن حكم أتوقراطي، مدعيا أنها وحدها من تمتلك القوة الجماهيرية والقادرة على التغيير وشن هجوما على العدالة والتنمية وقد كان بالأمس القريب حليفا لهم عن طريق مصطفى الرميد واعتبرهم قد ضيعوا موعدهم مع التاريخ، إلى درجة وصفهم بالخيانة لحركة 20 فبراير. وادعى بوبكر الجامعي أنه بعد انتهاء الصيف وبداية الخريف سينسى المغاربة الدستور، وما جاء معه ويتحسسون فقرهم وينتفضون من جديد وهذا بالنسبة للمحلل السياسي الطارئ كفيل بدعم حركة 20 فبراير، ناسيا أن المواطن المغرب غير المسيس يعول كثيرا على التغييرات التي جاء بها الدستور لأنها تعطي دورا كبيرا للمحاسبة وبالتالي ضمان صرف الميزانية في أوجهها الحقيقية. وإمعانا في الكذب قال بوبكر الجامعي إن كل السلطات ما زالت في يد المؤسسة الملكية وهذا ليس صحيحا بالبث والمطلق لأن الدستور الجديد وزع السلط بشكل دقيق ولا غبار عليه إلا ما كان من ضمان دور المؤسسة الملكية في المراقبة والتحكيم في حالة الاضطرار، فالدستور الجديد منح صلاحيات واسعة للأحزاب والبرلمان لم تكن مطروحة كمطالب بل اعتبر الدستور من طرف الجميع ثوريا باستثناء الشلة التي تدور في فلك الجامعي من أصحاب الجمهورية الافتراضية. ولم يتحدث الجامعي عمن اعتمد ليقول بأن الاستفتاء على الدستور كان مزورا وربما اعتمد كلام عبد الله بوانو في لجنة الداخلية والذي انتقده بنكيران نفسه، لأن القول بالتزوير يحتاج إلى أدلة وحجج لا يتوفر عليها الجامعي ولكن الهدف منها الطعن في إرادة الشعب المغربي. إن ما أدلى به الجامعي من تصريحات يدخل في خانة الصفقات التي لم ينلها، فهو عقد صفقة مع إدريس البصري حيث تلقى وعدا عن طريق والده خالد الجامعي بشغل منصب مهم في العهد الجديد لكن مهندسو العهد الجديد لم يروا حاجة إليه فأصبح كالأحمق الذي يضرب المارة بالحجارة.